توشك أشغال تطوير حقل الغاز في تندرارة، شرق المغرب، على بلوغ خط النهاية، بعد عقود من الأبحاث ومحاولات التنقيب التي بدأت في القرن العشرين.
ما بدأ كمحاولات متفرقة في مناطق مثل الغرب ومسقالة، تحول اليوم إلى مشروع استراتيجي يضع المغرب على خريطة منتجي الغاز في المنطقة.
احتياطي واعد يغير ملامح المشهد الطاقي
بحسب التقديرات، يحتوي حقل تندرارة على نحو 10.6 مليار متر مكعب من الغاز، فيما يضم حقل أنشوا البحري ما يقارب 18 مليار متر مكعب في انتظار الاستغلال التجاري.
هذه الأرقام تمثل خطوة مهمة نحو تعزيز الأمن الطاقي الوطني، خاصة مع تراجع إنتاج الحقول القديمة في الغرب ومسقالة من 100 مليون إلى 40 مليون متر مكعب سنويًا بسبب نضوب المخزون.
فرص جديدة على اليابسة وفي عمق البحار
المؤشرات الحالية تكشف أن المغرب ما يزال يملك إمكانات هيدروكربونية واعدة، سواء على اليابسة في مناطق مثل الهضاب العليا، ميسور، أسا الزاك، دكالة-عبدة، الغرب والصويرة، أو في السواحل الشمالية والجنوبية قبالة حقل أنشوا.
وفي قطاع النفط، تمتد الآمال على طول الشواطئ من البحر الأبيض المتوسط إلى المحيط الأطلسي، رغم عدم تسجيل اكتشافات كبرى حتى الآن.
رحلة طويلة من التنقيب… ومواعيد مفصلية
بدأ المغرب التنقيب البحري سنة 1968، لكن المؤشرات التجارية الجادة لم تظهر إلا بعد 2004، ومع الفترة ما بين 2013 و2018 برزت مؤشرات قوية في مناطق طرفاية، سيدي إفني وأكادير.
اليوم، ومع اقتراب استكمال البنية التحتية، تخطط المملكة لإطلاق مناقصة لإنشاء شبكة الغاز الوطنية في النصف الثاني من 2025، ليبدأ حقل تندرارة الإنتاج بنهاية العام بطاقة أولية تصل إلى 100 مليون متر مكعب سنويًا، مع خطط لزيادتها لتزويد محطات الكهرباء.
التحدي الأكبر… استقطاب الاستثمار العالمي
رغم المؤشرات الإيجابية، يظل الرهان الرئيسي أمام المكتب الوطني للهيدروكربورات والمعادن هو جذب شركات الطاقة الكبرى للاستثمار في عمليات التنقيب، نظرًا لما تتطلبه هذه المشاريع من رأس مال ضخم وتقنيات متقدمة.
نجاح هذا المسعى قد يجعل من المغرب لاعبًا أكبر في سوق الطاقة الإقليمية، ويعزز قدرته على تأمين احتياجاته من الغاز لعقود مقبلة.