بعد انسحاب الحكومة البريطانية من مشروع الربط الكهربائي التاريخي مع المغرب، وجدت شركة Xlinks في ألمانيا متنفسًا جديدًا لإحياء المبادرة، عبر إنشاء فرعها الجديد «سيلا أتلانتيك» الذي يسعى لمدّ خط كهربائي ضخم بطول 4.800 كيلومتر على طول الساحل الأطلسي، يربط محطات الطاقة المتجددة في جنوب المغرب مباشرة بالشبكة الألمانية.
مشروع عملاق للطاقة النظيفة العابرة للقارات
المبادرة الجديدة تُعد واحدة من أضخم مشاريع الطاقة النظيفة في العالم، بقدرة إنتاج تصل إلى 15 جيغاواط من الطاقة الشمسية والرياح، تكفي لتزويد ملايين الأسر والصناعات الألمانية بالكهرباء الخضراء، في وقت تبحث فيه أوروبا عن بدائل مستدامة للفحم والطاقة النووية.
انسحاب بريطاني… وميلاد ألماني
المشروع كان قد أُلغي من قبل لندن بعد أن كان يهدف لتزويد بريطانيا بـ8% من احتياجاتها الكهربائية، بتكلفة قاربت 25 مليار جنيه إسترليني. بررت الحكومة البريطانية انسحابها بـ”المخاطر التنفيذية والأمنية”، مفضّلة التركيز على استقلالها الطاقي الداخلي.
لكن هذا الانسحاب لم يُنهِ الحلم. فقد أكدت شركة Xlinks استمرارها في المشروع، بعد استثمار أكثر من 100 مليون جنيه إسترليني، معتبرة أن الطاقة المغربية “أكثر سرعة وأقل كلفة من النووية، وتُقلل الانبعاثات بنسبة 10%”.
برلين تراهن على الشمس المغربية
التحول الألماني نحو المشروع يعكس ثقة أوروبا المتزايدة في الإمكانيات المغربية بمجال الطاقة المتجددة. فمبادرة “سيلا أتلانتيك” تندرج ضمن استراتيجية برلين لتعويض الفحم والطاقة النووية بمصادر نظيفة ومستقرة، مع تعزيز شراكاتها الإفريقية.
المغرب.. قوة صاعدة على خريطة الطاقة العالمية
بالنسبة للمغرب، يُمثل المشروع فرصة تاريخية لترسيخ موقعه كـمنصة إقليمية وعالمية للطاقة النظيفة، وإثبات أن الابتكار المغربي قادر على تجاوز الانسحابات السياسية وتحويل التحديات إلى إنجازات استراتيجية.