نفى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، وجود أي احتكار في توزيع الكتب المدرسية الخاصة بمدارس الريادة، مؤكداً أن العملية تتم عبر طلبات العروض، وأن الأسعار “مناسبة”، تتراوح بين 4 و12 درهماً فقط.
الوزير، الذي كان يتحدث في ندوة صحفية بالرباط حول مستجدات الدخول المدرسي 2025-2026، ردّ على مخاوف رابطة الكتبيين بالمغرب التي حذرت من هيمنة شركات معينة على السوق.
دعم مجاني وبداية سلسة
أوضح برادة أن مقررات الدعم المكثف جرى توزيعها مجانا مع بداية الموسم الدراسي، بينما انطلقت عملية توزيع كتب “مدارس الريادة” بأسعار وصفها بـ”المنخفضة والملائمة”. وأضاف: “لا نعطي أكثر من ثلاثة مقررات للشركة الواحدة، وكل شيء مرّ بسلاسة حتى الآن”.
أرقام تعكس التحول
هذا الموسم يشهد توسعاً غير مسبوق في مدارس الريادة الابتدائية، التي بلغ عددها 4.626 مؤسسة يستفيد منها أكثر من مليوني تلميذ. العملية تواكبها تعبئة بشرية واسعة: تكوين 75 ألف أستاذ تحت إشراف 960 مفتشاً، إلى جانب تكوين ألف إطار للتوجيه و360 منسقاً تربوياً، وتجهيز 32 ألف حجرة دراسية.
الإعداديات بدورها على السكة
في التعليم الإعدادي، بلغ عدد مؤسسات الريادة 786 إعدادية، أي ما يمثل 30% من مجموع الإعداديات بالمملكة، ليستفيد منها حوالي 700 ألف تلميذ. ويواكب هذا التوسع تكوين 25 ألف أستاذ، و700 مشرف تربوي، و780 إطاراً للتوجيه، إضافة إلى 370 متخصصاً اجتماعياً لتأطير الأنشطة الموازية.
موسم بأرقام قياسية
وأشار الوزير إلى أن الموسم الجديد يسجل ارتفاعاً في العدد الإجمالي للتلاميذ، الذي بلغ 8 ملايين و271 ألف و256 تلميذاً، منهم 7 ملايين و4 آلاف و533 في التعليم العمومي، ومليون و266 ألف و723 في التعليم الخصوصي. أما التعليم الأولي، فيستحوذ على نسبة 67% من مجموع المتمدرسين.
ما وراء الأرقام
بعيداً عن لغة الأرقام، يشكل هذا الدخول المدرسي اختباراً لقدرة المغرب على بناء مدرسة عمومية أكثر عدلاً وفاعلية، حيث لا يُقاس نجاح الإصلاح فقط بعدد الحجرات المجهزة أو الكتب الموزعة، بل بمدى تأثيرها المباشر على يوميات ملايين التلاميذ وأسرهم الباحثة عن تعليم يليق بتطلعات المستقبل.