في مشهد مهيب جسّد عمق العلاقة بين المغرب وتراثه العريق، ترأس صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، اليوم الاثنين، حفل افتتاح الدورة السادسة عشرة لمعرض الفرس بالجديدة، المنظم تحت شعار: “العناية بالخيل، رابطة وصل بين ممارسات الفروسية”.
حضور وازن ورسائل دبلوماسية
عند وصوله إلى مركز المعارض محمد السادس، كان في استقبال سموه مولاي عبد الله العلوي، رئيس جمعية معرض الفرس، إلى جانب شخصيات وطنية رفيعة يتقدمها وزير الفلاحة أحمد البواري، ووالي جهة الدار البيضاء-سطات محمد امهيدية، ورئيس مجلس الجهة عبد اللطيف معزوز.
ولم يقتصر الحضور على المسؤولين المغاربة، بل شارك ضيوف دوليون بارزون، بينهم نجم الدين بلال أردوغان رئيس الاتحاد العالمي للرياضات التقليدية، وسفراء الإمارات، تركيا، والسعودية، ووفود من مؤسسات دولية متخصصة في الفروسية.
جولة عبر فضاءات تعكس غنى التراث
قام ولي العهد بجولة شاملة لفضاءات المعرض: من قرية المربين وفضاء المؤسسات والداعمين، إلى دار الصانع وقرية الفن والثقافة، وصولاً إلى فضاء مخصص للأطفال لتعريفهم بتراث الفروسية المغربي. الزيارة جسّدت حرصاً على ربط الأجيال الجديدة بجذور الفروسية وقيمها.
عروض الفروسية.. التبوريدة تتألق
في الحلبة الرئيسية، تابع الأمير مولاي الحسن عروضاً مبهرة في فن الفروسية، بمشاركة فرق مغربية وأجنبية. كما حضر عروض التبوريدة التي قدمتها 18 سربة من مختلف جهات المملكة، قبل أن يُلتقطت له صورة تذكارية مع الفرسان، في لحظة رمزية تلخص شغف المغاربة بالخيول.
منصة دولية للفروسية والهوية المغربية
منذ تأسيسه، تحوّل معرض الفرس إلى منصة لا غنى عنها لتلاقي الفاعلين في قطاع تربية الخيول، وإبراز الدور الحيوي للحصان في الرياضة، الثقافة، والذاكرة الجماعية المغربية. نسخة هذا العام تتميز ببرمجة غنية تشمل مسابقات كبرى: كأس الأبطال للخيول البربرية والعربية-البربرية، الجائزة الكبرى للقفز على الحواجز، والجائزة الكبرى للتبوريدة.
للمرة الأولى.. منافسة عالمية لجمال الخيول العربية
تحتضن نسخة 2025 من المعرض ولأول مرة المباراة الدولية لجمال الخيول العربية الأصيلة من صنف “A Title Show”، وهو اعتراف دولي بمكانة المغرب على خريطة الفروسية العالمية.
بين الثقافة والعلم.. نقاشات تعزز الوعي
لا يقتصر الحدث على الجانب الاستعراضي، بل يضم ندوات وورشات وموائد مستديرة تضع الحصان في قلب النقاش العلمي والثقافي، إلى جانب أنشطة موجهة للشباب لترسيخ قيم الفروسية في الوعي الجمعي.