بعد غيابٍ فرضته قسوة السوق الفني وتكرار الوجوه نفسها على الشاشة، يعود الممثل المغربي عبد الصمد الغرفي إلى التلفزيون من خلال سلسلة جديدة تحمل عنوان “حكايات شامة“، من إخراج إبراهيم الشكيري، لصالح القناة الثانية. العمل ينتمي إلى فئة الأعمال التراثية، ويعيد إلى الواجهة أحد أبرز الأسماء التي صنعت ذاكرة الجمهور المغربي في الدراما التراثية.
عودة إلى الضوء بعد التهميش
الغرفي، الذي اشتهر بدور “المخنتر“ في سلسلة حديدان، أكد في حوار سابق أنه لم يغب عن الشاشة بإرادته، بل تم تهميشه قسراً رغم استعداده الدائم للعودة. وقال إن كثيراً من الممثلين المغاربة يعانون المصير نفسه، فيما تُكرَّر الأسماء ذاتها في كل موسم رمضاني، مشيراً إلى أن بعض الفنانين أصبحوا يتدخلون حتى في اختيار الممثلين، مما يُقصي كفاءات عديدة.
الغرفي رفض أن يتحول طلب العمل إلى استجداء الفرص، مؤكداً أنه يفضل أن يُختار لقيمته الفنية ولإقناع المخرجين بموهبته، حفاظاً على كرامته وتقديره لذاته.
“حكايات شامة”.. عودة الحكواتي بروح معاصرة
السلسلة الجديدة تمزج بين التراث الشعبي المغربي وأسلوب الحكي الحكواتي، حيث تقوم البطلة “شامة” بسرد قصص متنوعة في قالب فني جذّاب. ويجسد الغرفي شخصية قريبة من دوره السابق في حديدان، في عملٍ يعيد التعاون بينه وبين كمال الكاظيمي الذي لعب دور والده في السلسلة الشهيرة.
من المرتقب عرض حكايات شامة خلال شهر رمضان المقبل على شاشة القناة الثانية، ضمن برمجتها الرمضانية التي تمزج بين الدراما الاجتماعية والكوميدية والأعمال التراثية.
إبراهيم الشكيري.. مخرج ينسج ملاحم تلفزيونية جديدة
المخرج إبراهيم الشكيري يواصل حضوره القوي هذا الموسم، إذ يوقع إلى جانب حكايات شامة أعمالاً أخرى من أبرزها المسلسل الأمازيغي “علاش يا غزالي“ لصالح القناة الثامنة.
العمل يروي قصة ثنائي من الطبقة الراقية يُجبر على الانتقال من المدينة إلى البادية بسبب ظروف اجتماعية ضاغطة، ويستكشف صراعهما مع نمط حياة مغاير كلياً، في مزيج من الكوميديا والرومانسية والدراما الاجتماعية.
كما أشرف الشكيري على مسلسل “الصديق“ الذي يُعرض على القناة الأولى، وهو عمل اجتماعي من 15 حلقة، يتناول قصة شاب مصاب بالتوحد يجد ذاته في عالم الموضة وتصميم الأزياء، ويُسهم بموهبته في إنقاذ شركة عائلته من الانهيار.
دراما مغربية تبحث عن التوازن بين الإبداع والفرص
عودة عبد الصمد الغرفي عبر حكايات شامة ليست مجرد مشاركة فنية، بل رسالة رمزية عن ضرورة إنصاف الفنانين الذين صنعوا ذاكرة الدراما المغربية.
فبين رغبة في التجديد، وواقعٍ يُعيد تدوير نفس الوجوه، تظل الدراما الوطنية في اختبار دائم:
هل ستمنح المساحات المستحقة لمبدعين مثل الغرفي؟
أم ستبقى رهينة الأسماء المعتادة على الشاشة؟