في موقف نادر وصريح، فجّر الممثل المغربي رفيق بوبكر جدلاً واسعاً بإعلانه رفض المشاركة في المهرجانات السينمائية الوطنية والدولية بالمغرب، موجهاً انتقادات لاذعة لطريقة تنظيمها وتمويلها، التي وصفها بأنها “قائمة على الريع وتفتقر إلى الصدق والاحترافية”.
مهرجانات بلا روح… وممثل يعلن القطيعة
جاء موقف بوبكر خلال تكريمه في مهرجان “الأيام السينمائية لدكالة”، حيث فاجأ الحاضرين بتصريح قوي قال فيه:
“لن أقبل أي دعوة مستقبلية للمشاركة في هذه المهرجانات، لأنها مبنية على الريع والنفاق.”
وأضاف بنبرة حازمة:
“يكفيني مهرجان صغير وصادق يؤمن بثقافة الاعتراف، ويكفيني حب الجمهور المغربي واهتمامه بي.”
بوبكر عبّر عن امتعاضه من “المهرجانات الكبرى” التي يرى أنها تحولت إلى منصات للمجاملات والعلاقات الشخصية أكثر من كونها فضاءات لتكريم الإبداع الحقيقي.
“مؤسسات الريع” تحت النار
في تصريحاته، لم يتردد بوبكر في توجيه أصابع الاتهام إلى بعض الجمعيات التي تُشرف على تنظيم التظاهرات الفنية بالمغرب، قائلاً:
“لست في حاجة إلى مؤسسات مليئة بالنفاق والرياء، تمول من جيوب دافعي الضرائب.”
رسالة الفنان كانت واضحة: الثقافة الحقيقية لا تُشترى، والفن لا يعيش في الظلّ الإداري للريع.
بين الرفض والتألق الفني
ورغم موقفه الجريء، يعيش بوبكر واحدة من أكثر فتراته السينمائية نشاطاً. فابتداءً من 22 أكتوبر الجاري، يُعرض له فيلم “عائلة فوق الشبهات” للمخرج هشام الجباري، الذي يروي قصة عائلة تجد نفسها في مواجهة أحد زعماء المافيا بعد فشل آخر عملية احتيال لها.
الفيلم ينتمي إلى خانة الأفلام التجارية ذات الإيقاع السريع والمواقف الكوميدية الساخرة، ويقدم بوبكر فيه أداءً يجمع بين التهكم والدراما الإنسانية.
“مايفراند” و”كازا كيرا”… وجوه متعددة للممثل المتمرد
في الوقت نفسه، يُعرض لبوبكر في القاعات فيلم “مايفراند” للمخرج رؤوف الصباحي، وهو عمل يسلط الضوء على ظاهرة “زواج المصلحة” من أجنبيات لتحقيق حلم الهجرة.
كما يشارك أيضاً في فيلم “كازا كيرا” من إخراج عمر لطفي، الذي يعود فيه إلى الكوميديا السوداء، عبر قصة شابين يخرجان من السجن ليجدا نفسيهما في دوامة من المطاردات والمفارقات الساخرة في شوارع الدار البيضاء.
رسالة فنان في زمن الريع الثقافي
بين تصريحات نارية وأعمال سينمائية متلاحقة، يبدو أن رفيق بوبكر اختار الاصطدام بدلاً من الصمت، رافعاً صوته باسم فنانين يرفضون أن تتحول المهرجانات إلى واجهات شكلية لا تُنصف الموهبة.
في زمن تُشترى فيه “النجومية” بالميزانيات، يصرّ بوبكر على أن التكريم الحقيقي هو اعتراف الناس لا تصفيق القاعات.