في خطوة غير متوقعة، أثار الإعلامي الجزائري وليد كبير جدلاً واسعاً على منصات التواصل الاجتماعي، بعد دعوته سلطات بلاده إلى التفكير في فتح قنصلية داخل الصحراء المغربية.
وجاءت تغريدته بمزيج من السخرية والواقعية السياسية، حيث كتب:
“اقترح على الدولة الجزائرية التفكير من الآن في اختيار المدينة التي ستحتضن القنصلية بالصحراء المغربية… العيون أم الداخلة؟”
دلالات سياسية عميقة
رغم الطابع الطريف، تحمل التغريدة إشارات مهمة حول تحولات المزاج الجزائري تجاه المغرب، خصوصاً في ظل الضغوط الدولية على الجزائر ودعمها لجبهة “البوليساريو”، بينما تميل القوى الكبرى إلى حل الحكم الذاتي الذي يقترحه المغرب منذ سنوات.
كبير يعكس صوتاً داخلياً جزائرياً بدأ يطالب بتغليب لغة المصالح المشتركة والتعاون بدل الصراع المستمر.
الداخلة… عاصمة الدبلوماسية الجديدة
اختيار كبير للداخلة ليس اعتباطياً؛ فالمدينة باتت نموذجاً للتنمية المستدامة والاستثمار الإفريقي، وتستضيف عشرات القنصليات ومشاريع استراتيجية كبرى في الطاقات المتجددة والموانئ والربط البحري، ما يجعلها رمزاً للمغرب الجديد المنفتح على العالم.
بوادر تحول في الموقف الجزائري
التصريح يعكس بوادر تغير في المزاج العام داخل الجزائر، مع تزايد القناعة بأن الاستمرار في الخصومة مع المغرب مكلف سياسياً واقتصادياً، بينما التعاون يمكن أن يفتح آفاقاً واسعة بين أكبر بلدين مغاربيين.
التحركات الأمريكية… رافعة للتغيير
يتزامن تصريح كبير مع جهود أمريكية غير مسبوقة لإعادة ترتيب ملف الصحراء في شمال إفريقيا، حيث تسعى واشنطن لإقناع الجزائر بالانخراط في حل عملي يعترف بسيادة المغرب، مع ضمانات سياسية واقتصادية.
وتشير التقارير إلى أن الإدارة الأمريكية لوّحت بتصنيف جبهة البوليساريو كمنظمة غير شرعية في حال استمرار رفضها للحل السلمي.
رسالة استراتيجية: الاعتراف بالواقع
تغريدة وليد كبير قد تبدو فردية، لكنها تعكس حقيقة استراتيجية أعمق: مستقبل المنطقة لن يُبنى على العداء، بل على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة.
وبين العيون والداخلة، تبقى الرسالة الأهم واضحة: الاعتراف الواقعي بالمغرب يفتح الباب أمام السلام المغاربي المنتظر منذ سنوات.