في واحدة من أكثر المبادرات التقنية جرأة، اقترحت وزارة الاقتصاد والمالية اعتماد تقنية البلوكشين في عمليات التخليص الجمركي، لتغيير جذري في طريقة إدارة المعاملات التجارية بالمغرب.
خطوة تبدو للوهلة الأولى تقنية، لكنها في العمق تحول استراتيجي نحو الشفافية، التتبع اللحظي، ومحاربة الغش بذكاء.
من العملات الرقمية إلى التجارة الدولية
البلوكشين، المعروف أساسًا بالعملات الرقمية، هو قاعدة بيانات لامركزية وآمنة تحفظ كل معاملة أو وثيقة بطريقة غير قابلة للتزوير.
تطبيقه في الجمارك يعني أن كل فاتورة تجارية ووثيقة استيراد ستُسجل بشكل دائم، وسيتم التحقق رقميًا من هوية الموردين، مع تتبع لحظي للبضائع دون الحاجة للوثائق الورقية التقليدية.
مكافحة الغش وتسريع التخليص
الغش الجمركي، من تزوير الفواتير إلى إخفاء مصادر البضائع، يمثل تحديًا دائمًا للتجارة.
هنا يبرز دور البلوكشين:
- منع التلاعب بالفواتير عبر التسجيل الرقمي المؤكد المصدر.
- تسهيل المطابقة بين البيانات والواقع الميداني بشكل فوري.
- تسريع التخليص الجمركي لأن النظام يتحقق تلقائيًا من الوثائق دون تأخير بشري.
تطبيق اختياري… وحوافز ذكية
المشروع يقترح البداية تطبيقًا طوعيًا، مع منح تسهيلات جمركية للشركات الملتحقة بالنظام الرقمي. بذلك تتحول الجمارك من سلطة رقابية ثقيلة إلى شريك رقمي يسهل التبادل ويكافئ الشفافية.
إدارة رقمية وثقافة جديدة
اعتماد البلوكشين لا يقتصر على التقنية، بل يمثل تغييرًا ثقافيًا في الإدارة:
- توثيق آلي للمعاملات التجارية.
- مسؤولية مشتركة بين الدولة والمتعاملين.
- تكامل مستقبلي مع أنظمة الخزينة العامة والموانئ المغربية.
المغرب يتصدر المشهد الدولي للتجارة الذكية
هذه المبادرة تضع المغرب في صدارة الدول الرائدة في التجارة الذكية، مع تعزيز مصداقية الصادرات وجاذبية الاستثمارات الدولية.
البلوكشين ليس مجرد رفاهية رقمية، بل ضرورة لحماية الاقتصاد، تسريع التبادلات، ودخول المغرب فعليًا عصر الشفافية الذكية.















