في مشهد يختزل هشاشة الحياة على الطرق المغربية، استيقظت ساكنة الجديدة وأزمور صباح الجمعة على فاجعة سير دامية، بعدما شهد الطريق الرابط بين المدينتين حادثاً مروعاً أودى بحياة شخصين على الفور، فيما نُقلت حالتان حرجتان إلى غرفة العناية المركزة بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس.
التحريات الأولية تشير إلى أن الضباب الكثيف وانعدام الرؤية، مقرونين بالسرعة المفرطة، شكّلوا مثلث الموت الذي أدى إلى اصطدام جماعي بين عدة مركبات في الساعات الأولى من الصباح، لتتحول لحظة عادية من التنقل إلى مشهد مأساوي من الحديد الملتوي والأجساد الممزقة.


تعبئة شاملة واستنفار أمني وطبي
لم تتأخر أجهزة الإنقاذ في التحرك؛ فسرعان ما هرعت السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي والوقاية المدنية إلى موقع الحادث، في سباق مع الزمن لإنقاذ الأرواح وتأمين حركة المرور. وتم فتح تحقيق ميداني دقيق لتحديد أسباب الحادث ومسؤولياته.
وفي المستشفى الإقليمي محمد الخامس، عاشت الأطقم الطبية حالة استنفار قصوى بإشراف مباشر من المديرة الجهوية والمندوبية الصحية. خُصصت خلية طبية عاجلة لتقديم الإسعافات للمصابين، حيث تلقى 22 جريحاً العلاجات الضرورية وغادروا المستشفى، بينما تستمر جهود الأطباء لإنقاذ الحالتين الحرجتين تحت مراقبة طبية مشددة.


تحذير متجدد ورسالة للضمير الجماعي
هذا الحادث المؤلم يعيد إلى الواجهة الدعوات المتكررة إلى التزام الحذر واليقظة خلال القيادة في فترات الضباب وانخفاض الرؤية، خاصة على الطرق الإقليمية التي تعرف حركة مكثفة في الصباح الباكر.
إنها تذكرة مؤلمة بأن كل دقيقة تهاون على الطريق قد تكلّف حياة، وأن السلامة ليست شعاراً مرورياً، بل ثقافة جماعية تبدأ من وعي السائق وتنتهي عند احترامه لحدود السرعة ومسافات الأمان.















