شهدت المدن المغربية، خلال الأسبوع الممتد من 27 أكتوبر إلى 2 نونبر 2025، حصيلة ثقيلة لحوادث السير، أسفرت عن وفاة 24 شخصًا وإصابة 3280 آخرين، بينهم 143 إصابة بليغة، وفق حصيلة رسمية للمديرية العامة للأمن الوطني.
الأرقام تعكس واقعًا مؤلمًا، يؤكد أن نزيف الطرق ما يزال مستمرًا رغم الجهود المكثفة لتعزيز السلامة المرورية.
الأسباب.. لحظة واحدة كفيلة بتغيير كل شيء
وبحسب المديرية العامة للأمن الوطني، فإن السبب الأول وراء هذه الحوادث هو “عدم انتباه السائقين”، متبوعًا بعدم احترام حق الأسبقية، والسرعة المفرطة، وعدم ترك مسافة الأمان.
كما ساهمت عوامل أخرى مثل عدم انتباه الراجلين، وعدم التحكم في المركبات، وتجاهل علامات الوقوف والإشارات الضوئية، والسياقة في الاتجاه الممنوع أو في حالة سكر، في تفاقم الوضع المروري داخل المناطق الحضرية.
هذه السلوكيات، كما يصفها الخبراء، ليست مجرد “أخطاء بسيطة”، بل قرارات لحظية تكلّف أرواحًا وتخلّف مآسي عائلية لا تُنسى.
أرقام الزجر والمراقبة.. حرب يومية على الفوضى المرورية
في مواجهة هذه الأوضاع، كثّفت مصالح الأمن عمليات المراقبة والزجر، ما أسفر عن تسجيل 49 ألفًا و788 مخالفة، وإنجاز 8 آلاف و720 محضرًا أحيلت على النيابة العامة.
كما تم استخلاص 41 ألفًا و68 غرامة صلحية، وبلغت قيمة المبالغ المحصلة نحو 8.9 ملايين درهم.
إلى جانب ذلك، تم حجز 4 آلاف و636 عربة داخل المحجز البلدي، وسحب 8 آلاف و720 وثيقة، وتوقيف 553 مركبة عن السير.
أرقام تعكس حجم الجهود الميدانية التي تُبذل لمحاصرة التهور المروري وإعادة الانضباط إلى الفضاء الحضري.
ما بين الأرقام والوجع الإنساني
ورغم ما تحمله الأرقام من صرامة وجفاف، فإن وراء كل رقم قصة إنسانية موجعة: طفل فقد والده، أم تنتظر ابنها الذي لم يعد، وسائق يعيش بعقدة الذنب بعد لحظة غفلة.
الأمن يواصل جهوده، والقوانين تُطبّق، لكنّ السلامة تبدأ من وعي السائق والراجل معًا.
رسالة الأرقام واضحة: النزيف لا يتوقف إلا عندما يدرك الجميع أن القيادة مسؤولية حياة، لا مجرّد عجلة ومقود.















