المغرب يعيد ترتيب أوراق التجارة مع إسبانيا: شروط صارمة تثير الجدل في مليلية وسبتة

فؤاد القاسمي5 يناير 2025آخر تحديث :
المغرب يعيد ترتيب أوراق التجارة مع إسبانيا: شروط صارمة تثير الجدل في مليلية وسبتة

توصل المغرب وإسبانيا إلى اتفاق محوري لاستئناف حركة المبادلات التجارية عبر معبري مليلية وسبتة، بعد فترة طويلة من التوقف.

هذا الاتفاق يحمل تغييرات جذرية في العلاقات التجارية بين الجانبين، حيث فرض المغرب شروطًا وصفها البعض بال“حازمة”، ما أثار جدلاً واسعًا، خصوصًا في الأوساط الاقتصادية والسياسية داخل المدينتين.

شروط مغربية صارمة

بموجب الاتفاق الجديد، سُمح للمنتجات الزراعية والسمكية المغربية بالدخول بحرية إلى مليلية وسبتة، في حين فرضت قيود صارمة على السلع الإسبانية، حيث تم منع دخولها إلى الأسواق المغربية باستثناء تلك المصنعة داخل المدينتين.

هذا الإجراء يعكس استراتيجية مغربية تهدف إلى تعزيز سيادتها الاقتصادية وتنظيم التجارة وفقًا لرؤية وطنية واضحة.

استياء في مليلية وسبتة

القرار المغربي أثار حفيظة رئيس حكومة مليلية، خوان خوسيه إمبرودا، الذي وصفه بأنه تهديد “للخصوصية الإسبانية” للمدينة.

وصرح قائلاً: “هذا الاتفاق يجعل مليلية أقرب إلى أن تكون مدينة مغربية أكثر منها إسبانية”.

تصريحاته جاءت وسط قلق متزايد من النفوذ المغربي المتنامي في المدينتين، وهو ما دفع الأوساط السياسية هناك إلى دق ناقوس الخطر.

غضب التجار وخيبة الأمل

أما على الصعيد الاقتصادي، فقد عبر تجار مليلية عن خيبة أملهم حيال هذه الترتيبات الجديدة، مشيرين إلى أن اقتصار التبادل على السلع المصنعة محليًا سيضعف حركة التصدير ويؤثر بشكل مباشر على نشاطهم التجاري.

أحد التجار علق قائلاً: “هذا الاتفاق يضعنا أمام تحديات غير مسبوقة قد تهدد مستقبل أعمالنا”.

تحديات مزدوجة

الاتفاق، الذي يهدف إلى إعادة هيكلة المبادلات التجارية وتنظيمها، يعكس في الوقت ذاته التعقيدات المتأصلة في العلاقات المغربية-الإسبانية.

فهو يحمل أبعادًا سياسية واقتصادية تتجاوز بكثير مجرد تنظيم حركة السلع، حيث يبرز كعنوان للتوترات المتواصلة حول ملف السيادة في مليلية وسبتة.

خطوة نحو الأمام؟

رغم التحديات، يعتبر هذا الاتفاق خطوة مهمة نحو وضع قواعد أكثر وضوحًا للمبادلات التجارية بين البلدين.

نجاحه يتوقف على مدى قدرة الطرفين على تجاوز الخلافات وضمان تحقيق توازن اقتصادي يخدم مصالحهما المشتركة، في ظل تصاعد التحديات الإقليمية والدولية.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة