مع انطلاق موسم زراعة البطاطس في مناطق مختلفة من المغرب، يتنفس الفلاحون الصعداء بفضل انخفاض أسعار بذور البطاطس المستوردة، خصوصًا الهولندية، والتي تتراوح حاليًا بين 18 و20 درهمًا للكيلوغرام.
هذه الأسعار المنخفضة تمثل بارقة أمل في ظل تقلبات السوق العالمية.
انخفاض الأسعار رغم الأزمات الدولية
بينما يعاني المزارعون الأوروبيون من ارتفاع أسعار بذور البطاطس ونقصها، كما أشار موقع “Potatoes” المتخصص، تمكن المزارعون المغاربة من تأمين احتياجاتهم بأسعار مستقرة نسبيًا.
أحمد العسري، مزارع من جماعة العوامرة بإقليم العرائش، أكد أن عمليات زراعة البذور المستوردة بدأت منذ أواخر ديسمبر وتستمر حتى نهاية يناير، مع وفرة في البذور الهولندية وانخفاض تكاليفها.
تراجع ملحوظ في الأسعار بمناطق مختلفة
محمد الزمراني، رئيس الجمعية المغربية لمصدري السلع نحو إفريقيا والخارج، أشار إلى انخفاض أسعار بذور البطاطس في منطقة العرائش إلى 17 درهمًا للكيلوغرام، وفي منطقة سوس (أكادير) إلى ما بين 12 و14 درهمًا.
ورغم هذا التراجع الإيجابي، أكد الزمراني أن تأثير هذه الأسعار على السوق المحلي والدولي لن يتضح إلا بعد حصاد المحصول.
العوامل المناخية تحت المجهر
على الرغم من التطمينات بشأن الأسعار، تبقى العوامل المناخية تحديًا رئيسيًا. أي تغيرات مثل موجات صقيع أو حرارة مفرطة قد تؤثر على كمية الإنتاج وجودته.
لكن إذا استمرت الظروف الجوية المواتية، فإن المغرب يتجه نحو تحقيق إنتاج وفير يلبي احتياجات السوق الداخلية ويدعم صادراته إلى الأسواق الإفريقية.
استقرار الأسعار وفرص التصدير
حاليًا، يتراوح سعر البطاطس بالجملة بين 3 و4 دراهم للكيلوغرام، مما يتيح للمغرب فرصة مواصلة تصدير هذا المنتج الحيوي دون التأثير على الأسعار المحلية.
هذا الاستقرار يعزز مكانة المغرب كفاعل أساسي في السوق الإفريقية.
نظرة مستقبلية
في ظل هذه المعطيات، تبدو التوقعات إيجابية، مع ضرورة متابعة التطورات المناخية التي قد تلعب دورًا حاسمًا في تحديد حصيلة الموسم الزراعي.
انخفاض أسعار البذور، إلى جانب استقرار الإنتاج المحلي، يعزز من قدرة المغرب على تحقيق التوازن بين تلبية الطلب الداخلي وتعزيز حضوره في الأسواق الخارجية.