نهاية حقبة ليبرالية في كندا: قلق متزايد في صفوف المهاجرين
أعلن رئيس حكومة كندا، جاستن ترودو، استقالته من منصبه، ليطوي بذلك صفحة عشر سنوات من حكم تميز بسياسة هجرة “منفتحة ومتوازنة”. ومع هذا التغيير، يترقب المهاجرون المغاربة في كندا بقلق شديد تزايد شعبية حزب المحافظين المعارض، حيث تتصاعد المخاوف من أن يفوزوا في الانتخابات القادمة ويبدأوا في فرض سياسات أكثر تشدداً تجاه المقيمين بشكل غير نظامي أو مؤقت.
ترودو وخاتمة مسيرته: تقييد الهجرة في الأفق
على الرغم من أن ترودو اختتم عهده بمجموعة من الإجراءات التي قيدت الهجرة، بما في ذلك تقليص عدد العمال المؤقتين منذ أغسطس الماضي، فإن المخاوف تزداد من أن فوز المحافظين في الانتخابات المقبلة قد يشكل بداية لمرحلة جديدة من التشدد في سياسات الهجرة. هذا، وقد يهدد فوزهم بتعزيز إجراءات الهجرة المعقدة، بما في ذلك التأثير المباشر على الطلاب والعمال المغاربة المقيمين مؤقتًا في كندا.
استطلاعات الرأي: تغيرات في المشهد السياسي الكندي
تشير أحدث استطلاعات الرأي إلى تقدم حزب المحافظين بشكل حاسم في الانتخابات المقبلة، حيث يتفوق زعيم الحزب، بيير بوالييفر، بفارق 20 نقطة على ترودو، ما يعكس تحولًا سياسيًا قد يكون له تأثيرات كبيرة على سياسات الهجرة المستقبلية.
هواجس الجالية المغربية: فصول جديدة من التشدد؟
صلاح العسلاوي، مستشار هجرة في مونتريال، أشار إلى أن المخاوف من تشديد السياسات بدأت تزداد داخل الجالية المغربية مع تراجع شعبية ترودو وظهور خلافات داخل الائتلاف الحاكم. وأوضح أن تاريخ حزب المحافظين في كندا يعكس ميلًا نحو سياسات أكثر تشددًا حيال المهاجرين، وهو ما يعزز القلق من العودة إلى تلك السياسات بعد وصولهم إلى السلطة.
تداعيات القرارات السابقة: تبعات ملموسة
العسلاوي أبرز أن القرارات التي اتخذها حزب المحافظين سابقًا كانت قد شملت إيقاف برنامج لم شمل العائلات ورفع السن المطلوب للحصول على الجنسية، إضافة إلى إنهاء حق بعض المهاجرين في منح الوكالة لعائلاتهم. كما أكد أن الحكومة الحالية قد اتخذت بعض الخطوات التي لم تخدم المهاجرين، لاسيما الطلاب والعمال المؤقتين، ما يزيد من التحديات التي يواجهونها.
المحافظون في الأفق: صعود يثير القلق
عمر أزوكار، الخبير القانوني والمحامي في مونتريال، شدد على أن الهجرة كانت ولا تزال من الملفات الساخنة في الانتخابات الكندية. وأوضح أن القيود المفروضة على دخول كندا ازدادت خلال فترة حكم ترودو، مما يرفع من مستوى القلق بين المهاجرين من احتمال أن تشهد كندا مزيدًا من التشدد في سياسات الهجرة إذا فاز المحافظون.
القلق يطال فئات واسعة من المهاجرين
أزوكار أشار إلى أن الجالية المغربية في كندا تتنوع بين فئات عدة، بما في ذلك الذين جاءوا عبر برامج الدخول السريع أو الهجرة المختارة. وقال إن المخاوف الأكبر تركز على المهاجرين المقيمين بشكل مؤقت، من طلاب وعمال، حيث يترقبون مستقبلهم المهني والدراسي في ظل احتمالات تشديد قوانين الهجرة في الفترة المقبلة.
