جنيف – من قصر الأمم بجنيف، صدح اليوم صوت المغرب في قلب الدبلوماسية العالمية، حيث ترأست المملكة المغربية اجتماعًا عامًا لمجموعة السفراء الفرنكفونيين بحضور الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كضيف شرف، في لحظة رمزية تجسد انخراط المغرب العميق في الدفاع عن قيم التعددية، والعدالة، والتنوع الثقافي.
المغرب يضع الإنسان في قلب التعددية
في كلمته الافتتاحية، شدد السفير الممثل الدائم للمملكة لدى مكتب الأمم المتحدة بجنيف، عمر زنيبر، على أهمية هذا الحوار المفتوح الذي يأتي في زمن التحديات المتزايدة للنظام متعدد الأطراف.
وأكد أن الرئاسة المغربية لمجموعة السفراء الفرنكفونيين تعتبر هذه اللحظة فرصة لتجديد التفكير الجماعي حول حلول ملموسة لقضايا العالم، من خلال قيم الفرنكفونية المشتركة: التعددية اللغوية، الديمقراطية، حقوق الإنسان، والتنمية المستدامة.
غوتيريش: لا تنمية بدون سلام وعدالة
من جانبه، أعاد الأمين العام للأمم المتحدة التأكيد على التزامه الراسخ بأهداف المنظمة في السلام والأمن والتنمية وحقوق الإنسان، مشيرًا إلى أن التحديات المالية والمؤسساتية التي تواجه الأمم المتحدة تتطلب رؤية مبتكرة وإصلاحات شجاعة.
كما استعرض ملامح مبادرته الجديدة “الأمم المتحدة 80”، التي تهدف إلى جعل المنظمة أكثر فعالية وقدرة على الاستجابة لاحتياجات العالم، مع إيلاء اهتمام خاص لإفريقيا وقضايا التنمية.
الفرنكفونية.. فضاء للتعاون والالتزام الإنساني
السفراء الفرنكفونيون من جهتهم، عبروا عن تقديرهم للمبادرة المغربية بعقد هذا الاجتماع، مؤكدين تمسكهم الراسخ بتعددية الأطراف والدور المركزي للأمم المتحدة في بناء نظام دولي أكثر توازنًا وإنصافًا.
وتضم المجموعة التي يرأسها المغرب لعامي 2025 – 2026 أكثر من 70 دولة من مختلف القارات، وتشكل منصة أساسية لتعزيز التعاون بين الدول الناطقة بالفرنسية داخل منظومة جنيف التي تحتضن أكثر من 42 منظمة دولية.
رئاسة مغربية برؤية عالمية
برئاسة المغرب، تستعيد مجموعة السفراء الفرنكفونيين روحها الأصلية: فرنكفونية منفتحة على العالم، تؤمن بالحوار والتنوع، وتدافع عن الإنسان قبل كل شيء.
إنها لحظة تؤكد أن الرباط لا تنخرط في الدبلوماسية من أجل الخطاب، بل من أجل الفعل والتأثير في القضايا التي ترسم ملامح المستقبل المشترك للبشرية.















