سوريا بقلم: محمد عقيل
في شوارع حلب ومدن سوريا الأخرى، لم تعد كلمات المرضى تُروى همساً في غرف الانتظار، بل صارت صرخة احتجاج معلنة: الطب لم يعد في متناول الفقراء. المواطن السوري، المثقل بأعباء المعيشة والغلاء، يقف اليوم عاجزاً أمام أبواب العيادات الخاصة، حيث تجاوزت أسعار الكشف الطبي 100 إلى 200 ألف ليرة، في مشهد يختزل مأساة وطن يبحث عن دواءٍ ولا يجد سوى فواتير مضاعفة.
المهنة التي نسيت إنسانيتها
الطب، كما يذكّر الصحفي محمد عقيل، مهنة إنسانية قبل أن تكون تجارة. ومع ذلك، يشهد كثير من السوريين بمرارة على واقع مغاير، حيث يتعامل بعض الأطباء (وليس جميعهم) مع المرضى من موقع الاستعلاء لا من موقع الرحمة. فالكشفية باتت عبئاً، والدواء حلماً مؤجلاً، والإنسان في كل هذا مجرد رقم في طابور الألم.
أين نقابة الأطباء؟
في ظل هذا الانفلات السعري، يطرح الشارع سؤالاً مباشراً: أين نقابة الأطباء من كل هذا؟
فالمطلوب ليس فقط ضبط الأسعار، بل إعادة الاعتبار للبعد الأخلاقي والإنساني للمهنة. فالمريض الذي لا يملك أجرة المعاينة، لا يحتاج إلى تبرير اقتصادي، بل إلى ضمير طبي حيّ.
عندما يفقد الطب روحه
ما بين أوجاع الجسد وجروح الكرامة، يكتب السوريون يومياً رسائلهم بدم القلب:
“نحن لا نطلب مجاناً… نطلب رحمة.”
في بلد أنهكته الحروب وغلاء المعيشة، يبدو أن الإنسان هو آخر من يُعالج، وأن السؤال الأخلاقي ما زال مطروحاً بقوة:
هل ما زال الطب في سوريا مهنةً إنسانية… أم أصبح رفاهية لا يقدر عليها إلا القلة؟