ميتا تحت الضغط الأوروبي.. هل يغير فتح ‘ماركت بليس’ قواعد لعبة الإعلانات؟

بنعيسى صمصم13 فبراير 2025آخر تحديث :
ميتا تحت الضغط الأوروبي.. هل يغير فتح ‘ماركت بليس’ قواعد لعبة الإعلانات؟

في خطوة غير مسبوقة، أعلنت شركة ميتا، المالكة لتطبيق فيسبوك، عن فتح منصتها ماركت بليس أمام مقدمي الخدمات الإعلانية الخارجية، مما يمنحهم فرصة إدراج إعلاناتهم مباشرة على المنصة، بعد سنوات من السيطرة الحصرية لميتا على الإعلانات داخل متجرها الرقمي.

استجابة لضغوط الاتحاد الأوروبي

يأتي هذا القرار بعد ثلاثة أشهر فقط من فرض الاتحاد الأوروبي غرامة قدرها 797 مليون يورو (حوالي 828 مليون دولار) على الشركة، بدعوى منح خدماتها الإعلانية ميزة تنافسية غير عادلة داخل “ماركت بليس”.

وفي منشور رسمي عبر مدونتها يوم الخميس، أكدت ميتا أن هذه الخطوة تأتي استجابة لمطالب هيئة مراقبة المنافسة الأوروبية، رغم استمرارها في رفض الغرامة التي وُصفت بأنها غير مبررة.

تداعيات القرار على سوق الإعلانات

لطالما اتُهمت ميتا بتفضيل خدماتها الإعلانية داخل “ماركت بليس”، ما أدى إلى تقييد المنافسين في السوق الرقمي.

ومع هذا التغيير، سيتمكن مقدمو خدمات الإعلانات المبوبة عبر الإنترنت من الوصول المباشر إلى جمهور المنصة، وهو ما قد يغيّر معادلة المنافسة بشكل جذري، ويتيح خيارات إعلانية أكثر تنوعًا للمستخدمين.

موقف ميتا: تنازل أم مناورة؟

رغم تنفيذ القرار، لم تُخفِ ميتا استياءها من الضغوط الأوروبية، حيث كرر مسؤولوها تصريحات رئيسها التنفيذي مارك زوكربيرج، التي وصف فيها تحركات الاتحاد الأوروبي بأنها استهداف مباشر للشركات الأمريكية، مشبهًا إياها بـ “نظام تعريفات جمركية رقمي”.

هل نشهد مرحلة جديدة من المنافسة؟

فتح “ماركت بليس” أمام جهات خارجية قد يعيد تشكيل المشهد الإعلاني داخل فيسبوك، إذ سيحصل المستخدمون على عروض أكثر تنوعًا وأسعار أكثر تنافسية.

لكن في المقابل، قد يؤثر ذلك على إيرادات ميتا من الإعلانات، مع احتمال تحوّل بعض المعلنين نحو مقدمي الخدمات المستقلين بدلاً من الاعتماد على النظام الإعلاني الداخلي للشركة.

مستقبل السوق الرقمي تحت المجهر

يبقى السؤال الأبرز: هل يمثل هذا القرار بداية لمرحلة جديدة من الشفافية والمنافسة العادلة في سوق الإعلانات الرقمية، أم أنه مجرد استجابة تكتيكية من ميتا لتفادي المزيد من العقوبات الأوروبية؟ الأيام المقبلة كفيلة بالإجابة، وسنواصل متابعة انعكاسات هذا التحول على ميتا والمنافسين والمستخدمين على حد سواء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة