الأمن الوطني يمنح عدول طنجة و بني ملال وسائل تكنولوجية للتحقق من تزوير البطاقة الوطنية
في خطوة غير مسبوقة لتعزيز النزاهة في التوثيق العدلي والحد من التزوير في المعاملات العقارية، أطلقت المديرية العامة للأمن الوطني بشراكة مع الهيئة الوطنية للعدول برنامجًا تدريبيًا متطورًا لتمكين العدول من تقنيات حديثة تتيح التحقق الدقيق من الهوية وكشف التلاعب بالبطائق الوطنية.
يأتي هذا المشروع في سياق تنفيذ الاتفاقية الموقعة بين الطرفين، والتي ترمي إلى تحصين المعاملات القانونية من مخاطر التدليس والتزوير، مما يسهم في حماية الممتلكات وضمان سلامة العقود العدلية.
تقنيات حديثة لمواجهة التزوير
استفاد عدد من العدول من تكوينات متخصصة شملت تقنيات رقمية متقدمة قدمتها المديرية العامة للأمن الوطني، والتي تتيح فحص وثائق الهوية بدقة عالية ورصد أي تزوير محتمل.
هذه الدورات، التي شملت عدول استئنافيتي طنجة وبني ملال في مرحلتها الأولى، تعد بمثابة نقلة نوعية في تحديث المهنة العدلية، حيث تمكن العدول من حماية أنفسهم والعملاء من عمليات الاحتيال التي تهدد استقرار المعاملات العقارية.
التوثيق العدلي في عصر الرقمنة
سعيد الصروخ، رئيس المجلس الجهوي لعدول استئنافية طنجة، وصف هذه المبادرة بأنها ثورة حقيقية في مجال التوثيق العدلي، إذ تضمن حماية العدول من الوقوع ضحايا للاحتيال، وتساهم في ترسيخ الثقة بين مختلف الأطراف المتعاقدة.
أما إدريس الطرالي، عضو المكتب التنفيذي للهيئة الوطنية للعدول، فأكد أن إدماج التكنولوجيا في المجال العدلي يمثل خطوة استراتيجية لتعزيز الأمن التعاقدي، لا سيما في ظل تزايد الجرائم الإلكترونية التي تستهدف العقود والملكيات.
حماية العقود ومستقبل التوثيق العدلي
إحدى أبرز مخرجات هذا البرنامج هي إطلاق خدمة إلكترونية تتيح للعدول التحقق المباشر من بيانات البطاقة الوطنية، مما يقلل بشكل كبير من فرص التزوير والتلاعب بالوثائق.
كما سيتم تزويدهم بأجهزة قراءة متطورة لتحليل معطيات الهوية في ثوانٍ معدودة، ما يرفع من جودة الوثائق العدلية ويسرّع الإجراءات.
نحو عدالة أكثر أمانًا وشفافية
هذه الخطوة تعكس رؤية المغرب الاستباقية لحماية المنظومة القانونية من مخاطر التزوير، وتعزيز التكامل بين الجهات الأمنية والقضائية.
من شأن هذه المبادرة أن تحدث تحولًا جوهريًا في مجال التوثيق العدلي، حيث يصبح الأمن القانوني أكثر متانة، والمعاملات العقارية أكثر شفافية، والثقة بين المواطنين والمؤسسات أقوى من أي وقت مضى.