هل تُعرقل “البيروقراطية البريطانية” مشروع الربط الكهربائي المغربي-البريطاني؟

فؤاد القاسمي3 أبريل 2025آخر تحديث :
هل تُعرقل “البيروقراطية البريطانية” مشروع الربط الكهربائي المغربي-البريطاني؟

مشروع الربط الكهربائي بين المغرب وبريطانيا: العراقيل الإدارية تثير غضب “إكس لينكس”

في تصعيد ملحوظ، لوح رئيس مجلس إدارة شركة “إكس لينكس” البريطانية، السير ديف لويس، بنقل مشروع الربط الكهربائي الضخم بين المغرب والمملكة المتحدة إلى بلد آخر، وذلك بسبب “التعقيدات الإدارية” التي تعيق تقدمه.

تحذيرات من “ضياع الفرصة”.. وبريطانيا في مرمى الانتقادات:

وفي مقابلة مع صحيفة “ذي تيليغراف”، حذر لويس من أن “البيروقراطية المطولة” تهدد بتأخير مشروع يُعدّ حيويًا لخفض فواتير الكهرباء وتقليل الانبعاثات الكربونية، وخلق آلاف فرص العمل.

وأشار إلى أن الشركة استوفت جميع المتطلبات على مدى السنوات الأربع الماضية، لكن “العراقيل الإدارية” المستمرة دفعت الشركة إلى التفكير في نقل المشروع إلى بلد آخر.

إنذار مبطن” لبريطانيا.. وألمانيا تترقب:

ويرى خبراء الطاقة أن تصريحات لويس تُشكل “إنذارًا مبطنًا” للحكومة البريطانية، للضغط عليها لتسريع الإجراءات اللازمة لتنفيذ المشروع.

وأوضح أمين بنونة، خبير الطاقة، أن هذا التلميح يُشير إلى إمكانية استبدال المملكة المتحدة كمستفيد من المشروع، مع بقاء المغرب منتجًا للكهرباء المتجددة، وتصديرها إلى دولة أخرى مثل ألمانيا، التي أبدت اهتمامًا بالمشروع.

وأشار بنونة إلى أن “التغييرات الوزارية المتكررة” في بريطانيا، حيث تولى خمسة وزراء حقيبة الطاقة خلال ثلاث سنوات فقط، ساهمت في تعطيل القرارات، مشددًا على ضرورة تسريع الإجراءات لضمان إنجاز المشروع في الوقت المحدد.

تحديات تقنية” و”فرصة استراتيجية”.. وبريطانيا في مفترق الطرق:

من جانبه، أكد المتخصص في شؤون الطاقة محمد بوحاميدي أن بريطانيا تُدرك أهمية المشروع، خاصة مع قدرته على تزويد ملايين المنازل بالكهرباء النظيفة والمستدامة.

ولفت إلى أن الكابل البحري، الممتد لمسافة 4 آلاف كيلومتر، يمثل “تحديًا هندسيًا ولوجستيًا” كبيرًا، يتطلب تعاونًا فعالًا بين جميع الأطراف.

وقارن بوحاميدي المشروع بخط الغاز النيجيري-المغربي، الذي يستهدف تلبية الطلب الأوروبي على الطاقة، مشيرًا إلى أن دولًا أوروبية أخرى تسعى لتعزيز شراكتها مع المغرب والاستفادة من موقعه الاستراتيجي كمصدر للطاقة المتجددة.

سباق مع الزمن”.. هل تُنقذ بريطانيا “الشراكة الاستراتيجية”؟:

وفي ظل الاهتمام الدولي المتزايد بالمشروع، تواجه بريطانيا “سباقًا مع الزمن” للحفاظ على شراكتها مع المغرب، وضمان موقعها ضمن الدول المستفيدة من هذه المبادرة الاستراتيجية.

فهل ستتمكن الحكومة البريطانية من تجاوز العراقيل البيروقراطية وتأمين تقدم المشروع، أم أن الفرص ستذهب لدول أخرى؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة