بقلم توفيق كريم
في واقعة أثارت الكثير من الجدل، قضت المحكمة الابتدائية الزجرية بالدار البيضاء بإدانة سائق تابع لمنصة النقل “إندرايف” بستة أشهر موقوفة التنفيذ، وغرامة مالية، إلى جانب تعويض للزبون، بعد حادثة غير مسبوقة تحوّلت فيها رحلة عادية إلى تجربة مريرة لن تُنسى.
هروب على الطريق وحقائب في العراء
تفاصيل القضية بدأت حين طلب أحد الركاب رحلة عبر التطبيق من الدار البيضاء نحو الصويرة، قبل أن يُفاجأ بتصرفات غريبة من السائق.
في إحدى محطات الاستراحة، وبينما كان الزبون يأخذ جرعة أنسولين، قرر السائق الانطلاق وتركه خلفه وسط الطريق، دون سابق إنذار، ليتضح لاحقًا أنه تخلّص من أمتعته في مكان آخر.
العدالة تتدخل: خيانة أمانة وتعويض مستحق
الراكب، الذي لم يستسلم للصدمة، سارع إلى تقديم شكاية للسلطات؛ النيابة العامة تابعت السائق بتهمة خيانة الأمانة، معتبرة ما وقع فعلًا متعمدًا يمس بحقوق الزبائن وسلامتهم.
وبعد جلسات المحاكمة، جاء الحكم بإدانة السائق ومعاقبته بالحبس موقوف التنفيذ، وغرامة مالية، وتعويض لفائدة الضحية.
محاولة دفاع مثيرة.. لكنها لم تُقنع المحكمة
في مسعى لتبرير فعلته، زعم السائق خلال أطوار المحاكمة أنه تعرض لـ”تحرش” من طرف الراكب، وأنه عثر على “أغراض غير لائقة” داخل أمتعته، غير أن المحكمة لم تأخذ بهذه الأقوال واعتبرتها ادعاءات لا تدعمها أدلة.
نقطة نظام.. هل تراجع التطبيقات معاييرها؟
الحادثة فتحت نقاشًا أوسع حول مدى مراقبة التطبيقات الإلكترونية لسلوك سائقيها، خصوصًا مع تنامي الإقبال على خدمات النقل الرقمي في المغرب.
فهل يدفع هذا الحُكم المنصات إلى مراجعة معايير التوظيف والتتبع؟
وهل حان الوقت لوضع مدونة سلوك صارمة تحمي الركاب وتضمن سلامتهم؟