في تحرّك يُجسد تعاونًا إقليميًا واعدًا، وقع البنك المركزي الموريتاني وبورصة الدار البيضاء بروتوكول اتفاق لوضع اللبنات الأولى لإنشاء بورصة نواكشوط، في مشروع يُرتقب أن يُحدث نقلة نوعية في البنية المالية لموريتانيا ويُعزز جاذبيتها أمام رؤوس الأموال الأجنبية.
نقل خبرة مغربية لتأسيس سوق بمعايير عالمية
بموجب الاتفاق، ستُسهم بورصة الدار البيضاء “أحد أعرق الأسواق المالية في إفريقيا” في تقديم الدعم التقني والاستشاري لمراحل إرساء البورصة الجديدة، سواء على مستوى البنية التحتية الرقمية، أو إعداد الأطر التنظيمية، أو تكوين الكفاءات، في رؤية تُراهن على سوق مالية حديثة، شفافة، وقابلة للنمو السريع.
موريتانيا تفتح نوافذها على الأسواق الدولية
هذه الشراكة لا تقتصر على بُعدها المالي فقط، بل تمثل بوابة لموريتانيا نحو تعزيز حضورها الاقتصادي إقليميًا ودوليًا، خصوصًا في ظل مؤشرات إيجابية على مستوى النمو، إذ يتوقع صندوق النقد الدولي أن يحقق الاقتصاد الموريتاني قفزة بنسبة 14% بنهاية السنة، مدعومًا بانطلاقة مشاريع الغاز الطبيعي في الحقول المشتركة مع السنغال.
تجربة مغربية تُلهم الحلم الموريتاني
اختيار الرباط كشريك رئيسي في هذا المشروع لم يكن محض صدفة؛ فبورصة الدار البيضاء تُعد واحدة من أبرز الأسواق المالية الإفريقية، بفضل سجل يمتد لأكثر من قرن، وتجربة ناجحة في تمويل الاقتصاد، دعم الخصخصة، وجذب الاستثمارات الأجنبية. اليوم، تُسخر هذه التجربة لمد يد العون إلى نواكشوط في لحظة مفصلية من تاريخها الاقتصادي.
تكامل اقتصادي… لا تنافس
يرى محللون أن هذا التعاون المالي يعكس رؤية استراتيجية مغاربية تتجاوز منطق التنافس، نحو تكامل تنموي حقيقي، من خلال تفعيل قنوات نقل الخبرة، وتقوية المؤسسات، وبناء جسور ثقة بين الأسواق، في منطقة تُراهن على المستقبل الأخضر والاقتصاد المستدام.
رؤية طموحة لسوق مالية إفريقية قوية
بين سطور الاتفاق، يلوح مشروع أكبر: بناء منظومة مالية إقليمية أكثر ترابطًا وفعالية، تكون قادرة على مجاراة التحولات العالمية، وتقديم نماذج تعاون جنوب-جنوب تُبرهن أن إفريقيا تمتلك الأدوات والمعرفة لتقود تحولها الاقتصادي بنفسها.