“المغرب الرقمي 2030”: طموح جريء لمستقبل ذكي وسط تحديات الواقع

أميمة القاسمي18 مايو 2025آخر تحديث :
“المغرب الرقمي 2030”: طموح جريء لمستقبل ذكي وسط تحديات الواقع

في وقت يتسابق فيه العالم نحو ترسيخ هيمنته الرقمية، يدخل المغرب معترك التحول التكنولوجي بخطة طموحة تروم وضع المملكة في قلب الثورة الرقمية العالمية.

دراسة حديثة لوكالة فيتش سوليوشنز سلطت الضوء على مشروع المغرب الرقمي 2030، معتبرة إياه حجر الزاوية في بناء اقتصاد رقمي متطور، قادر على المنافسة والريادة الإقليمية.

الجيل الخامس والألياف البصرية: العمود الفقري للتحول

الركيزة الأولى لهذا التحول تقوم على توسيع شبكة الألياف البصرية وإطلاق خدمات الجيل الخامس، لتقوية البنية التحتية الرقمية ووضع المغرب في موقع استراتيجي ضمن خارطة الاقتصاد التكنولوجي في إفريقيا.
وبينما تقود شركات كبرى مثل اتصالات المغرب و”Inwi”  الشراكة الاستراتيجية مع الدولة، يبقى الهدف الأسمى هو جعل المغرب مركزًا رقميًا إقليميًا، رغم العقبات اللوجستية والاقتصادية التي تفرضها المرحلة.

أهداف طموحة… وأشواك على الطريق

وضعت الوكالة الوطنية لتقنين المواصلات أهدافًا واضحة المعالم:
🔹 تغطية 25% من السكان بشبكة الجيل الخامس بحلول 2025
🔹 بلوغ 70% في أفق 2030
🔹 وإطلاق الخدمة رسميًا قبل كأس أمم إفريقيا 2025

لكن الدراسة تُحذر من بطء وتيرة الإجراءات، خاصة غياب طلبات عروض لتراخيص 5G، ما قد يعطل التنفيذ ويُضعف الجاهزية.

كما تلوح في الأفق عقبة إضافية: قلة توفر الهواتف الذكية المتوافقة مع الجيل الخامس، لا سيما بعد تراجع حصة “آيفون” بفعل السياسات التجارية الأمريكية.

تقاسم البنى التحتية: خطوة نحو تسريع التغيير

لإزالة بعض العقبات، فرضت الوكالة منذ مارس 2025 على شركات الاتصالات مشاركة شبكات الألياف البصرية، ما اعتُبر خطوة نوعية لخفض التكاليف وتسريع التغطية.
ضمن هذه الرؤية، وُقّعت شراكات كبرى:

🔸 TowerCo: بناء 2000 برج جيل خامس في 3 سنوات، و6000 برج خلال 10 سنوات
🔸 FiberCo: ربط مليون منزل بالألياف في عامين، و3 ملايين خلال خمس سنوات

استثمار ضخم في وجه عواصف اقتصادية

تُقدّر تكلفة المرحلة الأولى من المشروع بـ 4.4 مليار درهم (حوالي 460 مليون دولار) خلال 3 سنوات، ما يعكس التزامًا جادًا بالتحول الرقمي.
ومع ذلك، حذرت “فيتش سوليوشنز” من التقلبات الاقتصادية العالمية وتأثير السياسات التجارية الدولية التي قد ترفع تكاليف التشغيل وتقلص جاذبية الاستثمار، خصوصًا في ظل تنافسية محتدمة على مستوى القارة.

بين الطموح والواقع… أين يقف المغرب؟

على مؤشر “الاستعداد الرقمي، حصل المغرب على 62.3 نقطة من أصل 100، متقدمًا على دول مثل مصر، لكنه لا يزال خلف دول أخرى بفعل تحديات النقل والطاقة والبنية التحتية.
ولتعزيز هذا التوجه، دعت الدراسة إلى فتح المجال أمام شركاء دوليين جدد، مثل مجموعة “Liquid Telecom”، إلى جانب تحفيز فاعلين محليين على توسيع استثماراتهم.

الرهان الحقيقي: تنفيذ شجاع لاكتساح رقمي

رغم التحديات، لا تخلو الخطة من فرص واعدة. فالمغرب أمام مفترق طرق: إما أن يخطو خطوات جريئة نحو التحول الرقمي ويكرس موقعه كمركز تكنولوجي إقليمي، أو يتعثر في تفاصيل التنفيذ ويخسر موقعه في سباق المستقبل.

الطموح واضح… فهل تواكبه الجرأة في الإنجاز؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة