في خطوة غير مسبوقة تعكس حسًا عاليًا بالمسؤولية تجاه الأوضاع الراهنة، وجّهت وزارة الداخلية المغربية تعليمات صارمة إلى مختلف المصالح الإقليمية والسلطات المحلية، للتقيد بالتعليمات الملكية السامية التي دعا فيها جلالة الملك محمد السادس إلى تجنب ذبح الأضاحي خلال عيد الأضحى لهذه السنة، نظراً للظروف الاقتصادية والاجتماعية الدقيقة التي تمر بها البلاد.
إغلاق شامل للمسالخ ومنع الكراجات والأسواق الموسمية
وتنفيذاً للتعليمات الملكية، قررت وزارة الداخلية إغلاق جميع المسالخ البلدية يوم العيد، ومنع فتح الكراجات الخاصة ببيع الأضاحي داخل المدن والقرى، وكذا الأسواق التجارية المؤقتة المرتبطة بهذه الشعيرة.
كما شمل القرار توقيف الأنشطة الموسمية المعتادة مثل بيع الأعلاف في الأزقة والطرقات، وطقوس “حرق رؤوس الأضاحي” و”المبراة”، والتي كانت تشهد رواجا موسميا كبيراً.
رقابة صارمة على أسواق الماشية وتحركات النقل
وفي سياق تعزيز الانضباط، شددت وزارة الداخلية على ضرورة إحكام المراقبة داخل أسواق الماشية، مع توجيه السلطات المحلية لإغلاق أي سوق يشهد اختلالات أو مظاهر ازدحام غير مبررة.
كما تم التنسيق مع مصالح الدرك الملكي لتشديد الرقابة على وسائل نقل الماشية، بهدف التصدي لأي تحركات مشبوهة تسعى للالتفاف على القرار الملكي أو تغذية المضاربات في الأسعار.
رسالة واضحة: التضامن فوق الطقوس
القرار يعكس أولوية الدولة في حماية التماسك الاجتماعي وتوجيه الموارد نحو الحاجيات الملحة للمواطنين، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى تكاتف الجميع وتقديم المصلحة العامة على الطقوس والمظاهر الموسمية.
إنها دعوة لتجسيد قيم التضامن والتعاطف في أبهى صورها، تحت القيادة الحكيمة لجلالة الملك.