الرباط – في لحظة تعبّر عن عمق العناية الملكية بالشأن الديني والروحي، أعلن المجلس العلمي الأعلى أن أمير المؤمنين، جلالة الملك محمد السادس حفظه الله، اطّلع على نص فتوى المجلس حول الزكاة، وأذن بوضعها رهن إشارة المواطنين ابتداءً من الجمعة 24 أكتوبر 2025، على الساعة الثالثة بعد الزوال.
وسيتم نشر الفتوى على موقعي المجلس العلمي الأعلى ووزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، في خطوة تعكس انفتاح المؤسسة الدينية على التواصل المباشر مع عموم المغاربة.
توجيه ملكي يستلهم روح المولد النبوي الشريف
البلاغ الصادر عن المجلس العلمي الأعلى أوضح أن هذه الفتوى جاءت استجابة للتوجيه الملكي السامي الوارد في الرسالة المولوية التي وجّهها جلالة الملك إلى المجلس بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف، ومرور خمسة عشر قرنًا على ميلاد النبي الكريم عليه الصلاة والسلام.
الرسالة حملت نداءً ساميًا لتحرير فتوى شاملة حول الزكاة، تعيد تأمل هذا الركن العظيم في ضوء المقاصد الشرعية والبعد الاجتماعي والإنساني الذي يرمز إليه.
هيئة الإفتاء: اجتهاد علمي في خدمة العدالة الاجتماعية
وبتنفيذ التوجيه الملكي، كلف المجلس العلمي الأعلى هيئة الإفتاء المختصة بإعداد الفتوى، التي خضعت لمداولات علمية دقيقة قبل أن يصادق عليها المجلس رسميًا.
وقد تم رفع الفتوى إلى السدة العالية بالله بتاريخ 6 أكتوبر 2025، تأكيدًا على المكانة المركزية لأمير المؤمنين في صون المرجعية الدينية للمملكة وتوجيهها نحو ما يخدم الصالح العام ويعزز قيم التكافل والعدالة الاجتماعية.
خطوة إصلاحية في مسار التدين المغربي
بهذه المبادرة، يرسخ جلالة الملك محمد السادس نهجًا يجمع بين الأصالة الدينية والاجتهاد المعاصر، ويعيد للزكاة مكانتها كأداة للتماسك المجتمعي والتضامن الإنساني في سياق التحديات الاجتماعية والاقتصادية الراهنة.















