في تحوّل دبلوماسي لافت، أعلنت كينيا دعمها الكامل والمباشر لمقترح الحكم الذاتي الذي يقدمه المغرب كحل وحيد وواقعي للنزاع الإقليمي حول الصحراء المغربية، موجهة بذلك ضربة قوية لمحور الجزائر – جنوب إفريقيا، الداعمين التاريخيين لجبهة “البوليساريو” الانفصالية.
بيان ناري: الحكم الذاتي هو الحل الوحيد القابل للتطبيق
البيان الرسمي الصادر عن السلطات الكينية لم يترك مجالاً للبس، إذ أكد أن مبادرة الحكم الذاتي المغربية هي “المقاربة الوحيدة الواقعية والقابلة للتطبيق” لإنهاء النزاع. كما شدد البيان على ضرورة احترام وحدة المملكة المغربية وسيادتها على كامل ترابها، في تأكيد واضح لاصطفاف كينيا إلى جانب المغرب في معركة السيادة.
كينيا تنقلب على عقيدة إفريقيا القديمة
هذا الموقف يُمثل قطيعة استراتيجية مع توجه كينيا السابق، حين كانت تصنَّف ضمن المعسكر الإفريقي المساند للبوليساريو. التحول الجديد يعكس إعادة تموضع عميقة في السياسة الخارجية الكينية وتراجعًا ملموسًا في زخم الدعم الذي كانت الجبهة الانفصالية تحظى به في بعض العواصم الإفريقية.
موجة إفريقية جديدة تُعزّز مغربية الصحراء
تأتي خطوة كينيا بعد مواقف مشابهة من دول إفريقية وازنة مثل غانا، ما يؤشر على تحول جماعي داخل القارة نحو الاعتراف بسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية. حتى الآن، سحبت 38 دولة إفريقية اعترافها بما يسمى “الجمهورية الصحراوية”، في انتصار سياسي ودبلوماسي لافت للرباط.
قنصليات في العيون والداخلة… اعتراف عملي لا لبس فيه
الدعم السياسي تُرجم على الأرض بافتتاح 22 دولة إفريقية قنصليات في مدينتي العيون والداخلة، في خطوة تُعتبر اعترافًا فعليًا بسيادة المغرب، تتجاوز الشعارات والخطابات الرسمية إلى شراكة ملموسة.
دبلوماسية ذكية تُغيّر موازين القوى
يُجمع مراقبون على أن هذه التحولات ليست وليدة الصدفة، بل نتيجة عمل دبلوماسي مغربي مكثف استثمر في العلاقات الاقتصادية، الاستراتيجية، والتنموية، لإقناع الشركاء الأفارقة بعدالة ومصداقية المقترح المغربي، بعيدًا عن الشعارات الإيديولوجية التي تجاوزها الزمن.
دول جديدة على الطريق… والطرد من الاتحاد الإفريقي يلوح في الأفق
المعطيات القادمة من دوائر القرار الدبلوماسي تشير إلى احتمالية انضمام دول مثل مالي، أوغندا، تنزانيا، وإثيوبيا قريبًا إلى ركب الداعمين لمغربية الصحراء، في ظل علاقات متنامية مع الرباط. وتُرجّح تحليلات متعددة أن عام 2025 قد يشكل نقطة تحول حاسمة، مع تصاعد الدعوات لطرد “البوليساريو” من الاتحاد الإفريقي، في ما سيكون ضربة قاصمة لأجندات خصوم المغرب.