الجزائر وموريتانيا: شراكة معلّقة بين المبادرات الظرفية والعمق الغائب

بنعيسى صمصم29 مايو 2025آخر تحديث :
الجزائر وموريتانيا: شراكة معلّقة بين المبادرات الظرفية والعمق الغائب

في تحليل لافت، سلط موقع “أنباء” الموريتاني الضوء على هشاشة التعاون بين الجزائر ونواكشوط، معتبرًا أن المبادرات الجزائرية الأخيرة لا تزال تفتقر إلى العمق الاستراتيجي، وتغلب عليها الصبغة الظرفية والتكتيكية.

المنتدى الاقتصادي… رسميات بلا اختراقات فعلية

رغم توقيع وزيرة التجارة الموريتانية زينب بنت أحمدناه ونظيرها الجزائري الطيب زيتوني على بروتوكولات تتعلق بحماية المستهلك ومراقبة الجودة، إلا أن التنفيذ العملي ظل محدودًا. المثال الأبرز على ذلك هو مشروع طريق تندوف – الزويرات، الذي ظل لسنوات في خانة “الوعد غير المنجز”، قبل أن يُعاد إحياؤه في ظل منافسة متصاعدة مع المبادرات المغربية.

قطاعات استراتيجية… الجزائر خارج التغطية

وفق “أنباء”، تغيب الجزائر عن القطاعات الحيوية التي تشكل عصب أي شراكة استراتيجية حقيقية، مثل الطاقة والمناجم والاتصالات. فعلى الرغم من توقيع اتفاقيات متعددة، لم تُترجم هذه إلى وجود فعلي للشركات الجزائرية في السوق الموريتانية، كما لم يتم إطلاق مناطق حرة أو مراكز لوجستية كما كان مأمولًا.

موريتانيا بين مطرقة المغرب وسندان الجزائر

يذهب التقرير إلى أن الجزائر تنتهج سياسة رد الفعل تجاه المبادرات المغربية، عوضًا عن صياغة رؤية مستقلة وطويلة الأمد. أبرز الأمثلة على ذلك هو التفاعل الجزائري مع تأمين المغرب لمعبر الكركرات في 2020، حيث كثفت الجزائر تحركاتها نحو نواكشوط فقط بعد بروز الإنجازات المغربية في البنية التحتية والتعليم.

التنافس الإقليمي… شراكة أم سباق نفوذ؟

مع تسريع مشروع طريق تندوف – الزويرات وزيادة المبادلات التجارية، تروج الجزائر لشراكة شاملة مع موريتانيا. لكن وفق مراقبين، تظل هذه المبادرات حبيسة المنطق الظرفي، وتفتقر إلى أسس التعاون المستدام. يرى المحللون أن هذا التنافس المحتدم أشبه بـ**”حرب نفوذ صامتة”**، تحركها اعتبارات التوازن الإقليمي أكثر من مصالح الشعبين.

الموريتانيون يتساءلون: أين الجدية؟

يختم تقرير “أنباء” بتساؤلات باتت تتردد بقوة في الشارع الموريتاني:

هل الجزائر جادة في بناء شراكة مستقبلية مع نواكشوط؟

أم أنها تسعى فقط لاستخدامها كورقة جيوسياسية في مواجهة الصعود المغربي في غرب إفريقيا؟

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة