أزمور تفك الحصار البيئي: انطلاق أشغال محطة معالجة المياه بعد 17 سنة من الجمود

ليلى المتقي3 يونيو 2025آخر تحديث :
أزمور تفك الحصار البيئي: انطلاق أشغال محطة معالجة المياه بعد 17 سنة من الجمود

في تحول بيئي طال انتظاره، أعلنت جماعة أزمور عن الانطلاقة الرسمية لأشغال محطة معالجة المياه العادمة، واضعة بذلك حدًا لأزيد من 17 عامًا من العراقيل الإدارية والعقارية التي أخرت تنفيذ واحد من أهم المشاريع البيئية في تاريخ المدينة.

مشروع استراتيجي بقيمة 14 مليار سنتيم لإحياء وادي أم الربيع

يمتد المشروع على مساحة 10 هكتارات، بعد التغلب على إشكالات عقارية مع إدارة المياه والغابات، بكلفة إجمالية تناهز 14 مليار سنتيم، منها 12.3 مليار سنتيم مخصصة فقط لبناء المحطة.

ويُعد المشروع رافعة نوعية لحماية وادي أم الربيع من التصريف العشوائي لمياه الصرف، وتحسين جودة الحياة لساكنة أزمور، خاصة في الأحياء القريبة من ضفاف الوادي.

60%نسبة تقدم الأشغال… والطموح يصل إلى 7000 متر مكعب يومياً

في تصريح لجريدة “العمق”، أكد رئيس جماعة أزمور، زكرياء السملالي، أن نسبة تقدم الأشغال بلغت 60%، مع قدرة حالية على معالجة ما بين 3500 و4000 متر مكعب يومياً، ترتفع لاحقاً إلى 7000 متر مكعب في المرحلة الثانية من المشروع، مشيرًا إلى أن وتيرة الإنجاز تسير بثبات بمعدل 10 إلى 15% شهرياً.

نتائج مشجعة وتحاليل تؤكد التحول الإيجابي

أبرز السملالي أن التحاليل الأسبوعية للمياه المعالجة سجلت نتائج إيجابية وتحسنًا ملحوظًا، حيث تم تجاوز مرحلة “العينات السوداء”، بفضل المجهودات التقنية في التصفية والمعالجة.

وأشار إلى أن المياه المعالجة ستُستغل في السقي الفلاحي انطلاقًا من غشت المقبل، مما سيعزز الاستدامة الزراعية بالمنطقة.

وداعًا للروائح الكريهة.. وعودة الروح إلى المدينة العتيقة

المشروع يُعد بحسب المتحدث نقطة تحول حقيقية في العلاقة بين المدينة ووادي أم الربيع، خاصة بالنسبة لسكان المدينة العتيقة الذين عانوا طويلاً من الروائح الكريهة وتدهور جودة المياه.

كما أن استعادة نظافة الوادي قد تفتح الباب أمام عودة أنشطة تقليدية كالصيد، التي اختفت تدريجياً ولم تعد تُمارَس إلا من طرف 4 مراكب فقط.

محطة تاريخية لاستعادة التوازن البيئي وإنعاش الحياة الخضراء

أكد رئيس الجماعة أن هذا المشروع يمثل “محطة تاريخية” نحو استعادة التوازن البيئي، مع طموح في إعادة تدوير المياه لخدمة المساحات الخضراء، وبالتالي رفع جودة الحياة لساكنة المدينة، وتحقيق رؤية تنموية مستدامة لأجيال المستقبل، انسجامًا مع السياسات الوطنية في مجال البيئة والماء.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة