في خطوة استراتيجية لإعادة رسم خريطة التنقل بين المدن والمناطق الحضرية، أطلق المغرب مشروع شبكة القطارات الجهوية السريعة (RER)، الذي سيغير مفهوم النقل في ثلاث جهات رئيسية: الدار البيضاء-سطات، الرباط-سلا-القنيطرة، ومراكش-آسفي.
هذا المشروع يتجاوز الطابع التقني، فهو جزء من رؤية وطنية متكاملة لفك الاختناقات المرورية، وتحقيق العدالة المجالية، ودعم الجاهزية لاحتضان مونديال 2030.
الدار البيضاء الكبرى: 18 محطة تربط قلب الاقتصاد المغربي
في قلب المنطقة الاقتصادية الأولى بالمملكة، تُخطط السلطات لإطلاق ثلاثة خطوط رئيسية لشبكة RER، تمرّ عبر مناطق حيوية مثل المحمدية، زناتة، عين السبع، البرنوصي، النواصر، وصولًا إلى مطار محمد الخامس، مع محطة مخصصة تربط مباشرة بـالملعب الجديد في بنسليمان.
الخطوط ستضم 18 محطة، مع فترات تردد لا تتجاوز 7.5 دقائق، ما يجعلها من بين الأسرع في إفريقيا. الميزانية الأولية للمشروع قُدّرت بـ1.1 مليار درهم، فيما انطلقت الدراسات التقنية لتصميم أربع محطات جديدة بين الدار البيضاء ومراكش.
الرباط وسلا والقنيطرة: RER يعيد رسم حركة التنقل اليومية
جهة الرباط-سلا-القنيطرة دخلت بدورها مرحلة التنفيذ بخط RER يمتد على 66 كيلومترًا، يربط القنيطرة بالصخيرات مرورًا بـسلا، الرباط، تمارة وعين عتيق.
الخط يستند إلى تحديث البنية التحتية الحالية ويضم 12 محطة توقف، مع تردد قطارات كل 15 دقيقة، ما يُنتظر أن يُحدث ثورة في تنقل مئات الآلاف من سكان العاصمة يوميًا.
مراكش-آسفي: محطة RER جديدة تربط الصناعة بالحركية
في مراكش، تتجه الأنظار نحو محطة RER الجديدة داخل منطقة سيدي غانم الصناعية، والتي ستمثل همزة وصل مهمة بين المناطق الصناعية وشبكة القطارات الوطنية.
الهدف؟ تعزيز تنقل العمال والسكان في الأحياء المجاورة، وتوفير بديل نقل سريع وآمن يواكب النمو السكاني والصناعي.
نحو منظومة نقل متكاملة: القطارات، الترام، البراق والحافلات
مشروع RER ليس خطة معزولة، بل ركيزة أساسية في نظام نقل حضري متكامل يشمل الحافلات، الترامواي، وقطار البراق عالي السرعة.
الغاية هي تسهيل الربط بين المراكز الحضرية والضواحي، ودعم التنمية الاقتصادية المتوازنة، خصوصًا مع الاستعداد لاستضافة مونديال 2030، الذي يتطلب بُنية تحتية بمواصفات عالمية.
رؤية تنموية على السكة الصحيحة
بهذا المشروع الطموح، يؤكد المغرب من جديد أنه يسير بثقة نحو المستقبل، ويعزز موقعه بين الدول الرائدة في إفريقيا في مجال البنيات التحتية الذكية والمستدامة.
شبكة RER ليست مجرد قطارات، بل تجسيد لطموح بلد يُراهن على التنمية، وتحسين جودة الحياة، واستثمار النقل كرافعة استراتيجية لاقتصاد الغد.