مخابئ الطوارئ قيد التشغيل.. والجزيرة تستعد للأسوأ
فعّلت السلطات القبرصية، صباح الأحد 15 يونيو، نظام الإنذار المبكر المخصص للطوارئ، في خطوة احترازية غير مسبوقة تهدف إلى توجيه السكان نحو أقرب المخابئ، وسط تصاعد القلق من انتقال نيران النزاع الإيراني الإسرائيلي إلى أراضيها أو محيطها.
وفي بيان رسمي لوزارة الداخلية، كشفت قبرص عن نشر أكثر من 2200 غرفة ومخبأ للطوارئ موزعة على مختلف أنحاء الجزيرة، تم تجهيزها لاستقبال السكان في حال حدوث قصف، انفجارات، أو اختراقات جوية.
جزيرة على فوهة بركان.. القرب الجغرافي يزيد المخاوف
بموقعها الجغرافي الحساس، تُعد قبرص أقرب دولة أوروبية إلى ساحة المواجهة المتفجرة في الشرق الأوسط، خاصة في ظل احتضانها لقاعدتين عسكريتين بريطانيتين، أبرزها قاعدة أكروتيري الجوية التي تبعد فقط 275 كيلومترًا عن ميناء حيفا الإسرائيلي.
هذه القاعدة، التي طالما استُخدمت في عمليات عسكرية بريطانية، باتت هدفًا محتملًا لأي رد إيراني، ما يرفع منسوب القلق داخل الجزيرة وخارجها، ويضعها عمليًا داخل دائرة الخطر المباشر.
تحرك بريطاني سريع.. طائرات “تايفون” في قلب المتوسط
في استجابة مباشرة للتطورات، أعلن رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر عن إرسال مقاتلات من طراز “تايفون” إلى قاعدة أكروتيري، كإجراء وقائي يُظهر استعدادًا لأي تطورات ميدانية.
ورغم تحفظ لندن على توضيح طبيعة المهام الموكلة للطائرات، إلا أن نشرها في هذا التوقيت الحرج يعكس قلقًا حقيقيًا من احتمالات اتساع رقعة الصراع ليشمل أطرافًا غربية.
مطار لارنكا في حالة تأهب.. وشركات طيران تغير مسارها
في مؤشر إضافي على التصعيد، حولت شركات طيران إسرائيلية مسارات رحلاتها نحو الأراضي القبرصية، كإجراء احترازي لتفادي المجال الجوي الإسرائيلي المتوتر.
بالتوازي، شهد مطارا لارنكا وبافوس تعزيزات أمنية لافتة، في مشهد يُذكر بسيناريوهات الطوارئ العسكرية، حسب ما نقلته إذاعة “RIK” القبرصية الرسمية.
عندما تُشاهد الحرب بالعين المجردة.. مشهد من سواحل قبرص
اللافت في هذا المشهد المقلق أن سكان السواحل الجنوبية لقبرص أصبحوا يشاهدون الهجمات الجوية المتبادلة بين إسرائيل وإيران بالعين المجردة، في صورة تعكس مدى اقتراب الحرب من أبواب أوروبا.
تلك المشاهد التي كانت بالأمس تُتابع عبر الشاشات، باتت اليوم واقعة جغرافية يومية، تجعل من قبرص شاهدًا ومهددًا في آنٍ واحد.