في ندوة صحفية عُقدت بالرباط عقب الاجتماع الدوري لمجلس بنك المغرب، كشف عبد اللطيف الجواهري، والي البنك المركزي، عن خلط شائع في فهم مفهوم التضخم، مشيرًا إلى أن الكثيرين يربطونه مباشرة بسعر البيع النهائي للسلع، ما يُغذي سوء الفهم العام حول واقع الأسعار.
التضخم ليس ما تدفعه عند الصندوق
أوضح الجواهري أن التضخم يُقاس كمعدل للزيادة في الأسعار خلال فترة زمنية محددة، ولا يعني بالضرورة أن الأسعار التي يواجهها المستهلك يوميًا ستنخفض مباشرة مع تراجع معدلاته.
وأضاف: “الناس ينتظرون انخفاضًا فوريًا في الأسعار عند تراجع التضخم، وهذا تصور خاطئ” – مؤكدًا أن العلاقة بين التضخم والأسعار النهائية غير آنية أو مباشرة.
الذاكرة الانتقائية للمستهلك.. الغلاء لا يُنسى، أما الانخفاض فلا يُرى
في تحليله النفسي-الاقتصادي لسلوك المستهلك، استشهد الجواهري بدراسة صادرة عن بنك سويسرا، كشفت وجود فجوة قد تصل إلى 8 نقاط مئوية بين “التضخم المحسوب” و”التضخم المحسوس“.
ووفقًا للدراسة، فإن المستهلكين يتذكرون زيادات الأسعار أكثر بكثير من انخفاضاتها، مما يُفسر الإحساس المستمر بغلاء المعيشة رغم تحسّن بعض المؤشرات الاقتصادية.
فهم التضخم بدقة.. مفتاح لقراءة المشهد الاقتصادي
أكد والي بنك المغرب على أهمية التمييز المفاهيمي لفهم تطورات الاقتصاد الوطني، داعيًا إلى مزيد من التوعية الإعلامية والمجتمعية حول دلالات المؤشرات الاقتصادية، خصوصًا في ظل الظرفية العالمية المتقلبة.