الحبس لمتورطين في التلاعب بإعادة الإسكان بتمارة: العدالة تصفع المتلاعبين بحق الفقراء

فؤاد القاسميمنذ 3 ساعاتآخر تحديث :
A prison warden locks a gate at the Oukacha prison in Casablanca on February 1, 2018. / AFP PHOTO / FADEL SENNA
A prison warden locks a gate at the Oukacha prison in Casablanca on February 1, 2018. / AFP PHOTO / FADEL SENNA

في ضربة قوية لمافيا التلاعب بمشاريع السكن الاجتماعي، أصدرت غرفة جرائم الأموال الاستئنافية بمحكمة الاستئناف بالرباط، ليلة الأربعاء الماضي، أحكامًا حازمة في حق متهمين تورطوا في فضيحة فساد طالت أحد أهم برامج إعادة الإسكان بمدينة تمارة.

أحكام بالسجن والغرامة.. والعدالة تقول كلمتها

قضت المحكمة بالسجن النافذ في حق أربعة متهمين، على رأسهم مستخدم بشركة “ريضال” ومساعد موثق، وأيدت في أغلبها الأحكام الابتدائية التي صدرت في فبراير الماضي.

فقد تم الحكم على المتهم الرئيسي، وهو مستخدم بـ”ريضال”، بأربع سنوات حبسًا نافذًا وغرامة مالية قدرها 30 ألف درهم.

بينما خُفض الحكم على مساعد موثق من سنتين إلى سنة ونصف، مع الحفاظ على غرامة 50 ألف درهم.

أما المتهم الثالث، وهو بائع متجول، فقد حُكم عليه بسنة واحدة، منها عشرة أشهر نافذة، في حين برّأت المحكمة المتهم الرابع، تقني كهربائي، من التهم الموجهة إليه.

مخطط محكم.. تلاعب بنظام معلوماتي وبيع للأمل

التحقيقات كشفت عن سيناريو احتيالي محكم، قاده موظف بـ”ريضال” بتنسيق مع مساعد موثق ووسيطين، استغلوا هشاشة الأسر المرحّلة من دور الصفيح بتامسنا والصخيرات.

المتهم الرئيسي استغل الديون المتراكمة على العائلات المستفيدة من الشقق الجديدة، لعرض “حلول سحرية” متمثلة في تسوية وهمية لوضعية الربط بشبكتي الماء والكهرباء مقابل مبالغ مالية.

من “براريك” الصفيح إلى شبكة نصب محكمة

انطلقت شرارة القضية في يونيو 2024، حينما أحالت الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بالرباط ستة أشخاص على أنظار النيابة العامة، بعد شكاية من شركة “ريضال” كشفت تلاعبات طالت آلاف المواطنين المستفيدين من برنامج إعادة الإسكان.
المتورطون تمكّنوا من تمرير ملفات مزورة عبر التلاعب بالنظام المعلوماتي، ما سمح لبعض المدينين بالحصول على رخص الربط غير القانونية، في مقابل مبالغ خيالية.

شهادات صادمة وضحايا في مرمى الابتزاز

العشرات من الضحايا سردوا أمام الشرطة القضائية تفاصيل تعرضهم لابتزاز ونصب من طرف الشبكة، بعد أن تقدموا بتسبيقات مالية دون حصولهم على أي خدمة فعلية.

أحد الوسطاء، بائع خضر متجول، كان أول من يستدرج الضحايا، قبل أن تتم عملية “تمريرهم” إلى مساعد موثق ثم إلى موظف “ريضال” الذي كان يقدم نفسه كـ”المنقذ” مقابل المال.

القضاء ينتصر للمقهورين

بهذه الأحكام، يكون القضاء قد وجه رسالة واضحة لكل من يعبث بمشاريع الدولة الموجهة للفئات الهشة، مفادها أن العدالة لا تتساهل مع من يبيع الأمل ويعبث بحقوق المستضعفين.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة