بقلم : يوسف كركار
في مشهد مأساوي ومفاجئ، أقدم رجل أربعيني، صباح السبت 12 يوليوز 2025، على رمي نفسه من أعلى خزان ماء بجماعة أولاد يوسف التابعة لإقليم بني ملال، منهياً اعتصامًا دام أكثر من أسبوعين، احتجاجًا على ما وصفه بـ”الظروف الغامضة” لوفاة والده الجندي المتقاعد.
احتجاز واعتداء: المعتصم يصعّد قبل الانهيار
قبل ساعات فقط من الحادث، دخل المعتصم في طور خطير من التصعيد، حيث أقدم على احتجاز عنصر من الوقاية المدنية واعتدى عليه بواسطة قضيب حديدي، مما استدعى تدخلًا فوريًا من عناصر الدرك الملكي.
وخلال محاولة التدخل لتحرير الرهينة، أبدى المعتصم مقاومة شديدة، ثم باغت الجميع بإلقاء نفسه، ما أسفر عن إصابته، إضافة إلى إصابة أحد رجال الدرك أثناء العملية.
إصابات خطيرة لعون الوقاية المدنية بعد السقوط
عنصر الوقاية المدنية الذي كان ضحية الاحتجاز تعرض بدوره لإصابات بالغة، بعد أن سقط يوم الجمعة من أعلى الخزان فوق وسادة هوائية وفّرتها فرق الإنقاذ تحسبًا للأسوأ.
وأكدت التقارير الطبية إصابته بكسور على مستوى اليد وجروح في مناطق متفرقة من جسده، خاصة في الرأس، مما استدعى نقله على وجه السرعة إلى المستشفى الجهوي ببني ملال.
اعتصام يتحول إلى أزمة: أين اختفت الوساطة؟
الواقعة خلفت صدمة قوية لدى سكان المنطقة والسلطات المحلية، خصوصًا بعد أن تحوّل اعتصام سلمي إلى سلسلة من الأزمات المتلاحقة، وسط تساؤلات حول فاعلية قنوات الوساطة وتدبير حالات الاحتقان الاجتماعي والنفسي في المناطق ذات الهشاشة.