تحولت لحظات الاستجمام إلى كارثة إنسانية، بعدما لفظ البحر، يوم الثلاثاء 15 يوليوز 2025، جثث أم وثلاثة من أطفالها، قرب شاطئ مهجور بدوار “الفُقْرَة” التابع لقيادة اثنين اشتوكة بإقليم الجديدة.
الشاطئ الذي اختارته العائلة للهروب من حرارة الصيف، كان فخًا قاتلًا بسبب غياب الحراسة وأدنى شروط السلامة.
شاطئ مهجور.. ومصير مأساوي لعائلة بأكملها
وفق ما أفادت به مصادر محلية، كانت الأسرة الصغيرة تأمل في قضاء يوم هادئ قرب البحر. غير أن تيارات بحرية قوية باغتت أفراد العائلة وسحبتهم نحو العمق، دون أن يتمكن أحد من إنقاذهم، بفعل انعدام وسائل الإنقاذ الفوري، وغياب أي تدخل استباقي.
ضحايا البحر: أمّ وثلاثة من فلذات كبدها
الفاجعة أودت بحياة أم تبلغ من العمر 42 سنة، وابنتها البكر ذات الـ16 عامًا، إلى جانب طفلين يبلغان 12 و11 سنة.
فرق البحث والإنقاذ تمكنت من انتشال الجثث تباعًا بعد ساعات من الغرق، ونُقلت إلى مصلحة الطب الشرعي بالمستشفى الإقليمي محمد الخامس بالجديدة وسط صدمة عارمة في أوساط الساكنة.
استنفار أمني وتحقيق مفتوح
الحادث استنفر السلطات المحلية، عناصر الوقاية المدنية، والدرك الملكي الذين حلّوا بسرعة بعين المكان، حيث تم فتح تحقيق شامل لكشف ملابسات الحادث، وتحديد أوجه القصور في تدبير السلامة البحرية.
أصوات الساكنة: كفى من الشواطئ المنسية
عبر عدد من سكان المنطقة عن غضبهم العارم بسبب استمرار تجاهل السلطات لسلامة مرتادي الشواطئ المفتوحة.
وطالبوا بإجراءات فورية لتأمين هذه المناطق، على رأسها توفير فرق إنقاذ، إشارات تحذيرية واضحة، وحملات تحسيسية لتجنب تكرار هذه الفواجع.
الفاجعة جرس إنذار.. هل من مجيب؟
مأساة الجديدة لا يمكن اختزالها في “حادث غرق” عابر، بل هي ناقوس خطر حقيقي يدعو الجميع لتحمّل مسؤولياتهم، رسميًا ومجتمعيًا. فلا يُعقل أن تبقى شواطئ يرتادها المواطنون بلا حراسة، في زمن يُفترض فيه أن تكون السلامة أولوية لا ترفًا.