هيونداي الكورية تطرق أبواب الدار البيضاء.. تحدي عالمي في بناء وإصلاح السفن

ليلى المتقيمنذ 3 ساعاتآخر تحديث :
هيونداي الكورية تطرق أبواب الدار البيضاء.. تحدي عالمي في بناء وإصلاح السفن

كشفت تقارير إعلامية كورية جنوبية أن مجموعة HD Hyundai Heavy Industries، العملاق العالمي في صناعة السفن، تستعد لدخول المنافسة التي أطلقتها الوكالة الوطنية للموانئ المغربية لتطوير ورشة حديثة لبناء وإصلاح السفن في ميناء الدار البيضاء، في خطوة تعكس طموحًا دوليًا واعدًا لتوسيع حضور المجموعة.

مشروع تاريخي.. إحياء حوض بناء السفن بالدار البيضاء

يندرج هذا المشروع الطموح ضمن استراتيجية وطنية لإعادة تأهيل حوض بناء السفن السابق، وتحويله إلى مركز صناعي متطور يلبّي الطلب المتزايد في مجال إصلاح السفن، ويعزز مكانة المغرب كقطب بحري إقليمي فاعل.

معايير صارمة وحدود زمنية واضحة

يضع دفتر التحملات الصادر عن الوكالة الوطنية للموانئ شروطًا دقيقة، من بينها خبرة لا تقل عن عشر سنوات في تشغيل منشآت مماثلة، ومدة امتياز تمتد إلى 30 سنة تشمل التطوير والتشغيل والصيانة، مما يجعل المشروع فرصة استثمارية طويلة الأمد ذات أفق مستقر.

مواصفات تقنية ضخمة.. حوض جاف ومنصات رفع عملاقة

يغطي المشروع مساحة تقارب 21 هكتارًا، تتضمن حوضًا جافًا بطول 244 مترًا وعرض 40 مترًا، ومنصة رفع بقدرة تحمل تصل إلى 9 آلاف طن، إلى جانب أرصفة تجهيز بطول 820 مترًا ورصيف بطول 60 مترًا، مزودة بروافع من نوع strap gantry، لتوفير بنية تحتية ضخمة تسمح باستقبال وصيانة عدد كبير من السفن.

طموح الإنتاج السنوي.. إصلاح 22 سفينة ومناولة حتى 470

يتوقع أن تصل طاقة الحوض الجاف إلى إصلاح 22 سفينة سنويًا، بالإضافة إلى مناولة ما بين 400 إلى 470 سفينة عبر الرافعات، ورفع ست سفن متوسطة بحمولة تصل إلى 5 آلاف طن، ما سيشكل نقلة نوعية في قدرات ميناء الدار البيضاء الصناعية.

استثمار ضخم وفرصة للتنافس بين عمالقة الصناعة البحرية

تُقدر الاستثمارات المطلوبة بحوالي 92 مليون دولار، في حين خصصت الوكالة الوطنية للموانئ ميزانية أولية بقيمة 76 مليون دولار، ويُنافس في الصفقة إلى جانب هيونداي كل من مجموعة “نافال” الفرنسية و”نافانتيا” الإسبانية، ما يجعل من المشروع أكبر ورشة لبناء السفن في إفريقيا.

المغرب.. بوابة التوسع البحري والقاري

يتماشى هذا المشروع مع رؤية المغرب لتوسيع أسطولها التجاري إلى 100 سفينة جديدة بحلول عام 2040، ضمن استراتيجية لتعزيز المبادلات التجارية وتنمية القدرات البحرية التي تشكل شريانًا حيويًا للاقتصاد الوطني.

هيونداي.. استراتيجية توسع مدروسة تتجنب أخطاء الماضي

تسعى هيونداي لاستغلال هذه الفرصة لتعزيز حضورها في السوق الأوروبية عبر نموذج امتياز يقلص تكاليف الاستثمار المباشر.

وقد وسّعت سابقًا عملياتها في آسيا وأمريكا، معتمدة على تخطيط تدريجي ومدروس يهدف إلى تجنب أزمات مالية مرت بها شركات كورية سابقة، وضمان استدامة نموها العالمي.

اترك تعليق

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *


شروط التعليق :

عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

الاخبار العاجلة