خيمت مشاعر الحزن والأسى على مدينة العروي، بعد تلقي خبر وفاة الشاب أسامة همّام، اللاعب السابق في صفوف فريق الأمل الرياضي العروي، إثر تعرضه لإطلاق نار مباشر من طرف الحرس المدني الجزائري، أثناء محاولته العبور نحو الضفة الأوروبية على متن قارب للهجرة غير النظامية، قرب المياه الحدودية لمدينة السعيدية.
قارب الحلم… تحول إلى مأساة
أسامة، المعروف في المدينة بدماثة خلقه ومسيرته الرياضية، كان ضمن مجموعة من الشباب المغاربة الذين غادروا الساحل على متن قارب سريع من نوع “فانتوم“. الرحلة، التي حملت أحلامًا معلّقة، انتهت فجأة بعد إطلاق نار قاتل من دورية بحرية جزائرية، في حادث مأساوي لم يكن الأول من نوعه، لكنه هذه المرة حمل اسمًا تعرفه المدينة جيدًا.
أمل العروي يودّع أحد أبنائه
نادي أمل العروي، الذي نشأ فيه الفقيد وترعرع بين صفوفه، نعى لاعبه السابق في بيان رسمي جاء فيه الكثير من الأسى والانكسار، وهو ما تفاعل معه بقوة أصدقاء أسامة وزملاؤه، الذين غصّت حساباتهم على مواقع التواصل بكلمات الرثاء، وصور تعكس مكانته داخل الفريق وخارجه.
مدينة في حداد… وصوت الغضب يرتفع
خبر مقتل أسامة أثار صدمة كبيرة في صفوف أسرته وساكنة المدينة، وتحوّل إلى موجة من الغضب والاستياء في الأوساط الرياضية والمدنية، التي عبّرت عن قلقها من تكرار هذه الحوادث المؤلمة، مطالبة بـ:
- فتح تحقيق دولي نزيه في ظروف الحادث
- محاسبة المسؤولين عن إطلاق النار
- حماية كرامة وسلامة المهاجرين المغاربة
هيئات مدنية تدخل على الخط: كفى من الصمت
عدد من الجمعيات الحقوقية والمدنية بإقليم الناظور سارعت إلى تقديم تعازيها لعائلة الفقيد، مؤكدة أن ما وقع لأسامة ليس مجرد “حادث عرضي”، بل جريمة تستوجب المساءلة، وأن كرامة الإنسان المغربي لا يجب أن تُختزل في رصاصة طائشة على الحدود.
حين تنكسر الأحلام على فوهة البندقية… من يُنصف أسامة؟
رحيل أسامة همّام لم يكن مجرد فقدان شاب رياضي، بل هو فصل جديد من فصول الألم المغربي على دروب الهجرة، حيث تتحوّل حياة شابة إلى رقم في قائمة الفواجع، وتُطرح من جديد أسئلة مؤرقة عن الأسباب، وعن الصمت، وعن من يُحاسب.