في خطوةٍ تعكس تحولًا جذريًا في فلسفتها الاستثمارية، أعلنت شركة أبل، عبر رئيسها التنفيذي تيم كوك، عن نيتها الدخول بقوة إلى ساحة الذكاء الاصطناعي، مخصّصة استثمارات ضخمة لمواكبة منافسيها الكبار، وعلى رأسهم مايكروسوفت وغوغل.
من التحفّظ إلى الجرأة: مراكز بيانات وصفقات استحواذ غير مسبوقة
خلال مؤتمر إعلان نتائج الربع المالي الثالث، كشف كوك أن أبل تدرس إنشاء مراكز بيانات جديدة وربما الاستحواذ على شركات متخصصة في الذكاء الاصطناعي، وهو ما يشكّل قطيعة مع سياسة الحذر المالي التي دأبت عليها لعقود.
ورغم تنفيذ سبع صفقات استحواذ صغيرة هذا العام، لمّح كوك إلى أن أبل لا تستبعد دخول صفقات كبيرة إذا ما كانت ستضيف قيمة نوعية لمسارها التكنولوجي.
السباق يحتدم: مايكروسوفت وغوغل يرفعان السقف.. وأبل تلتحق
بينما تستعد غوغل لضخ 85 مليار دولار في مشاريع الذكاء الاصطناعي، وتخطط مايكروسوفت لإنفاق أكثر من 100 مليار دولار على البنية التحتية ومراكز البيانات، كانت أبل حتى وقت قريب تكتفي باستثمارات محسوبة.
اليوم، تُعلن الشركة عن تغيير جذري في استراتيجيتها، في محاولة لسدّ الفجوة التي اتسعت في الأشهر الأخيرة.
أثر مباشر على السوق: وول ستريت تتجاوب مع إشارات كوك
لم تكن تصريحات كوك بلا صدى. إذ تفاعل المستثمرون معها إيجابًا، لترتفع أسهم أبل مدفوعة بالتفاؤل تجاه مسار الشركة الجديد. فلطالما انتُقدت أبل لتأخرها في سباق الذكاء الاصطناعي، لكن يبدو أن الخطط القادمة قد تغير المشهد.
خصوصية بلا مساومة: ذكاء اصطناعي على مقاس أبل
رغم التوسع المرتقب، تؤكد أبل تمسّكها بأهم ركائزها: الخصوصية. فهي تعتمد على شرائحها الخاصة لمعالجة تطبيقات الذكاء الاصطناعي محليًا، داخل الأجهزة، دون الحاجة لإرسال البيانات إلى السحابة.
وفي ظل هذه القيم، تأمل الشركة في تقديم تجربة ذكاء اصطناعي “آمنة، متكاملة، ومتفردة” ضمن نظامها البيئي.
صفقة تاريخية جديدة؟ أبل تمهّد لما بعد Beats
إذا قررت أبل خوض غمار صفقات الاستحواذ الكبرى، فقد تكون في طريقها لتكرار أو تجاوز صفقتها التاريخية في 2014 حين اشترت Beats مقابل 3 مليارات دولار.
الأسئلة تُطرح: هل نرى أبل تستحوذ على شركة ذكاء اصطناعي رائدة؟ وهل نكون على أعتاب ولادة مساعد ذكي جديد يوازي أو يتفوّق على ChatGPT وGemini وCopilot؟
نهاية زمن الحذر؟
مع هذه التوجهات الجريئة، يبدو أن أبل بدأت تُقلع عن سياساتها التقليدية، وتستعد لحقبة جديدة يكون فيها الذكاء الاصطناعي مركز الثقل.
حقبة قد تعيد تشكيل المنافسة وتدفع الجميع نحو مستوى آخر من الابتكار والتأثير.