كشفت صحيفة Le Point الفرنسية أن مسعد بولس، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الشرق الأوسط وإفريقيا، أجرى زيارة غير معلنة إلى الجزائر، هي الثانية له بعد لقائه السابق بالرئيس عبد المجيد تبون.
هذه الزيارة التي أحاطها الغموض، تعكس عودة أمريكية إلى واحد من أعقد الملفات في المنطقة المغاربية: نزاع الصحراء المغربية.
رهان على “صفقة كبرى”
مصادر الصحيفة لم تستبعد أن يسعى ترامب إلى هندسة ما وصفته بـ”صفقة كبرى” بين الرباط والجزائر، تهدف إما إلى إعادة رسم ملامح النزاع أو على الأقل فرض تهدئة إقليمية طويلة الأمد. خطوة تعكس رغبة البيت الأبيض في استثمار أوراقه الاستراتيجية شمال إفريقيا، خصوصاً مع التوترات الجيوسياسية المتصاعدة.
بولس… رجل المهام الصعبة
يُعد مسعد بولس أحد أبرز المقربين من ترامب، حيث يشرف على ملفات تمتد إلى أكثر من 60 دولة. تحركاته بعيداً عن الأضواء في الجزائر تحمل مؤشراً على مساعٍ أمريكية لإطلاق مسار تفاوضي غير مباشر بين المغرب والجزائر، في وقت لم تُبدِ فيه الأطراف استعداداً علنياً للجلوس إلى طاولة الحوار.
واشنطن تعيد التموضع في إفريقيا
التحرك الأمريكي يأتي في سياق دبلوماسي أوسع، بعد نجاح واشنطن مؤخراً في الوساطة بين الكونغو الديمقراطية ورواندا. ما يشير إلى عودة الولايات المتحدة كوسيط نشط يسعى لإعادة رسم التوازنات الإقليمية، وتأكيد حضورها في نزاعات طالما ظلت أسيرة المراوحة والجمود.
نزاع مفتوح على احتمالات جديدة
بين التحركات السرية والضغوط العلنية، يظل ملف الصحراء المغربية عنواناً لتشابك المصالح الإقليمية والدولية. زيارة بولس قد لا تكسر الجمود فوراً، لكنها تكشف بوضوح أن واشنطن لم تعد راغبة في البقاء على هامش أحد أقدم النزاعات في شمال إفريقيا.