منذ مساء الجمعة، تعيش مدينة الناظور وضواحيها على وقع أكبر إنزال أمني تشهده المنطقة منذ سنوات، بعدما نفذت الفرقة الوطنية للشرطة القضائية سلسلة مداهمات انتهت بتوقيف نحو 35 شخصاً، يشتبه في ارتباطهم بشبكة دولية للتهريب والجريمة المنظمة يقودها موسى، العريس الذي تحوّل اسمه في ساعات قليلة من نجم حفل زفاف أسطوري إلى أيقونة مطاردة أمنية.
زفاف أسطوري يتحول إلى شرارة التحقيق
العرس الذي أقيم بقاعة “معيوة” بسلوان كان كل شيء إلا حدثاً عادياً. فخلف أضواء الموسيقى وحضور فنانين كبار، تحوّل الحفل إلى استعراض صارخ للثراء والقوة: أوراق نقدية تتطاير في القاعة، أجور فلكية للفنانين، وبذخ فجّ في مدينة تعاني الفقر والبطالة.
لكن هذه الليلة لم تنتهِ بالتصفيق، بل فتحت الباب أمام حملة أمنية غير مسبوقة، بعدما فرّ العريس موسى رفقة زوجته نحو الضفة الإسبانية، تاركاً وراءه قاعة تغرق في التحقيقات.
موسى… من عريس صاخب إلى زعيم مبحوث عنه
مصادر أمنية كشفت أن موسى ليس مجرّد عريس مثير للجدل، بل أحد أبرز الأسماء في شبكات التهريب الدولي، موضوع لأكثر من مائة مذكرة بحث تتعلق بالقتل، وتهريب المخدرات الصلبة، وتنظيم الهجرة غير النظامية. اسمه ارتبط بعالم المافيا، لكن زفافه الأخير فضح حجماً غير مسبوق من الشبكات المالية والإجرامية.
اتهامات ثقيلة وشبكات متشعبة
الموقوفون الـ35 يواجهون شبهات ثقيلة: الاتجار الدولي في المخدرات، غسل الأموال، تهريب البشر، وجرائم قتل مرتبطة بتصفية حسابات مافياوية.
التحقيقات طالت كذلك أصحاب فنادق، وفنانين استُدعوا للاستماع إليهم بخصوص أجورهم الباذخة، إضافة إلى صاحب قاعة الأفراح، وسط تساؤلات ما إذا كان حضورهم بريئاً أم مجرد واجهة لتلميع صورة شبكة مشبوهة.
الناظور بين حملة تطهير وجدلية اجتماعية
الحملة الأمنية توسعت لتشمل إقليم الناظور بأكمله، في عملية توصف بـ”التطهير” من شبكات الجريمة العابرة للحدود. وفي الكواليس، تعقد الأجهزة الأمنية اجتماعات ماراثونية لتنسيق الضربات المقبلة ضد الشبكة.
أما على مواقع التواصل، فقد اشتعل النقاش بين من رأى في الحفل “عرساً أسطورياً” لا مثيل له، ومن اعتبره “فضيحة تكشف تغوّل المافيا وسط مجتمع يئن تحت وطأة البطالة والفقر”.