إعداد : سهيل القاضي
أطلقت الوكالة الحضرية لطنجة مشروعاً طموحاً يوظف التكنولوجيا الجوية والذكاء الرقمي في تتبع التحولات العمرانية وضبط مخالفات التعمير. المشروع، الذي رُصدت له ميزانية تقارب 1.2 مليون درهم، يعوّل على طائرات مسيّرة تلتقط صوراً جوية عالية الدقة، لتتحول لاحقاً إلى قاعدة بيانات متقدمة ترسم تفاصيل المشهد العمراني لحظة بلحظة.
خرائط دقيقة تكشف البؤر العمرانية غير القانونية
المبادرة ستشمل جماعات طنجة، وحد الغربية وملوسة، حيث ستُنجز خرائط محينة اعتماداً على تحليل الصور الجوية ومعالجتها رقمياً. هذه الخرائط ستتيح للوكالة أداة استباقية لكشف البؤر العمرانية غير القانونية وتتبع التوسع العمراني الذي غالباً ما يتم بعيداً عن أعين المراقبة.
مواجهة البناء العشوائي بالسرعة والصرامة
المشروع يراهن على تزويد السلطات المحلية بوسيلة فعالة للتدخل السريع، خصوصاً في فترات يعرف فيها محيط طنجة تفشياً للبناء العشوائي، حين يستغل المخالفون ضعف المراقبة للتمدد في الهامش العمراني.
دروس من الدار البيضاء إلى طنجة
هذه الخطوة تأتي في إطار توجه وطني أوسع، بعد توصية وزارة الداخلية بتوظيف تقنيات الاستشعار الجوي والدرونات، مستندة إلى تجارب ناجحة في مدن كبرى مثل الدار البيضاء، حيث مكّنت الصور الجوية من كشف خروقات عمرانية لم تُرصد ميدانياً.
التكنولوجيا كأداة للتخطيط المستقبلي
إلى جانب دورها الردعي، ستُسهم هذه العملية في تحيين وثائق التعمير والتخطيط الترابي، عبر توفير بيانات دقيقة تساعد صناع القرار على رسم السياسات الحضرية المستقبلية، وتجنب تكرار أزمات العشوائية التي أنهكت النسيج العمراني المغربي.
نحو مراقبة عمرانية ذكية ومستدامة
بهذا المشروع، تسعى الوكالة الحضرية لطنجة إلى جعل المراقبة أكثر دقة وفعالية، مستثمرة في التكنولوجيا كوسيلة لحماية المجال وضمان تنمية حضرية منظمة، تعكس طموح مدينة تتحول بسرعة إلى أحد أقطاب المغرب الاقتصادية والعمرانية.