كاتب رآي : شهب حسين
قطعت ما يقارب 450 كيلومتر من الدار البيضاء نحو ورزازات عبر طريق طويلة بكل منعرجاتها ومتحدراتها الأنس فيها شوقي أن أصل هوليود إفريقيا، بعد ساعات وصلت ولاشيء يخبرني أني وصلت لهوليود كما تخبرك هوليود بإسمها البارز على التلة الكبيرة في لوس أنجلوس، تقترب تذكرك لوحة مثبتة أنك على بعد 10 كيلومترات من ورزازات، تنزل منحدرا فيلاقيك وهو أول ما يلاقيك سد قضائي للشرطة ولاعيب في ذلك مع كل الشكر لكل عناصر هذا السد لرقيهم وطيبتهم ولسانهم الرطب بالترحاب ..
ولكن أليس من الأفضل أن أدخل ورزازات عبر مجسم كبير فيه إبداع الصانع يوحي بأنني دخلت هوليود إفريقيا ومدينة القصبات والأبراج التاريخية مكتوب عليه مثلا مرحبا بكم في ورزازات ثم يأتي السد القضائي للشرطة ليخبرني أنني في مدينة الأمان وهي فعلا كذلك، تجاوزت خط المراقبة ودخلت المدينة ، نافورة عليها مجسم كبير لكلاب تصوير اللقطات السينمائية نالت منه عوامل الطبيعة فزادته تواضعا و مسألة وقت وسيصبح ضعيفا ثم قبيحا، سرت في طريق طويلة ما يسطلح عليه بالدخلة طريق معبدة رصيف مرصوص أعمدة كهربائية عادية في شكلها عكس ما كانت عليه ..
ونخل بلا رمان ومدارات لا دور لها إلا تنظيم السير مع أن المدارات بتطوان مثلا تشكل لوحة إبداعية تزيد الطريق جمالا، الشارع طويل بالمناسبة الشارع مزار المقيم والمسافر لا لجماله ..!!
فقط لبرودته مساء، المهم خلال سيرك به تنسى أنك في هوليود إفريقيا لأن لا شيء يخبرك بذلك لا لوحات ولا مجسمات في المدارات التي تلت المدار الأول، للأمانة كان هناك مجسم سينمائي عند مدارة حي تصومعت تمت إزالته والأفضل أنه تمت إزالته، لا تنقيصا من إبداع الصانع لكن المجسم فقد صلاحيته ..
بعد هذه المدارة بدأت الصورة المرسومة عن ورزازات السياحية السينمائية الهوليودية تتلاشى، والصور أسفله وهي فيض من غيض تحدثكم عن الصدمة، وتختزل الكثير من الكتابة، قصدت قصبة توريرت لعلي أصاب بالحب من أول نظرة، فعلا القصبة رائعة تعبق بالتاريخ وإبداع السواعد المغربية كما هي كل المآثر إلا من يقتلها الإهمال والنسيان، لكن ما رأته عيني عين اليقين جسّد لي قصبة تاوريرت كامرأة أجمل ما فيها شعرها فقصته، وحور عينيها فوضعت عدسات لاصقة ..!!
غريب جدا أن توضع كاميرات المراقبة على أسوار القصبة العتيقة ، ألم يعلم واضعها أن كل سنتيمتر من السور هو وثيقة تاريخية تحكي عن مغرب الأمس لكل متصفح مغربيا كان او أجنبيا ، والأغرب تأثيث محيط القصبة بالرخام وبهذا حسب رؤيتي مسح سطر من التاريخ لأن الفضاء بقصبة تاوريرت ككل بمقاهيه ورصيفه ومدرجاته هو مكان واحد اختزل في تاوريرت ما يعني الحفاظ على البصمة التاريخية ، نعم للتجديد والتهيئة لكن بما ينضح في الكأس ، وأمر غريب لمحته ، مصابيح مثبتة لا يتجاوز علوها عن الأرض الأربعين سنتمتر الفكرة جميلة لكنها في متناول من سولت له نفسه بالتخريب ، وقد تكون عائقا مروريا خاصة عند تنظيم مهرجان ما ..
لست هنا لجلد أحد ولكن أحاول غيرة وحبا في المدينة أن ألفت من شغلتهم الظروف أو شغلتهم مصالحهم الشخصية أو شغلتهم تناطحاهم السياسة أو شغلهم سعيهم لصالح المدينة… المدينة تفقد نظرتها ونظارتها وهي على مرمى المدينة الشاحبة .. وإن تجمّلت بالكورنيش