قرار حكومي يهزّ المعادلة
في خطوة غير مسبوقة، أعلنت الحكومة اللبنانية، الجمعة، أن الجيش سيشرع في تنفيذ خطة لنزع سلاح حزب الله، لكن ضمن إمكانياته “المحدودة” لوجستياً وبشرياً. الإعلان جاء عقب جلسة وزارية انسحب منها وزراء الحزب وحركة أمل، ما يعكس هشاشة التوافق السياسي حول الملف. ورغم ذلك، قرر مجلس الوزراء إبقاء تفاصيل الخطة “سريّة”، على أن يقدّم الجيش تقريراً شهرياً حول التقدّم المحرز.
واشنطن: من الأقوال إلى الأفعال
المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا ولبنان، توماس براك، الذي زار بيروت مؤخراً، شدّد على أن الخطة اللبنانية لا تعني بالضرورة اللجوء إلى القوة، بل تهدف لإقناع الحزب بالتخلي عن سلاحه. نائبة المبعوث، مورغان أورتاغوس، ذهبت أبعد، مؤكدة من بيروت أن “المرحلة الآن ليست للأقوال، بل للأفعال”، واعدة بأن واشنطن ستواكب لبنان خطوة بخطوة، بالتوازي مع التزامات إسرائيلية مقابلة.
شوارع الجنوب ترفض… والزيارة المؤجلة
زيارة براك إلى الجنوب اللبناني كانت مقررة للمرور عبر مرجعيون والخيام وصور، لكنها ألغيت بعد احتجاجات شبابية رافضة للقرار الحكومي. التظاهرات كشفت الحساسية الميدانية لأي تحرك دولي أو محلي يطال سلاح الحزب، خاصة في معاقله التقليدية.
حزب الله: “السلاح روحنا”
الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، حسم الموقف برسالة لا لبس فيها: “السلاح الذي أعزّنا لن نتخلى عنه… من يريد نزعه يريد أن ينزع الروح منا”. قاسم أكد أن الحزب وحركة أمل أجّلا احتجاجاتهما إفساحاً للحوار، لكنه حذّر من أن أي تحركات لاحقة قد تطال حتى السفارة الأمريكية في بيروت.
إسرائيل تراقب… بشروط
من الجانب الإسرائيلي، لمح بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء إلى استعداد لتقليص الوجود العسكري في الجنوب إذا شرع الجيش اللبناني فعلاً في نزع سلاح حزب الله. لكن تل أبيب أبقت قواتها في خمس مرتفعات استراتيجية، وواصلت ضرباتها شبه اليومية لمواقع الحزب، مؤكدة أنها تستهدف مخازن أسلحة وقيادات عسكرية.
لبنان على حافة اختبار تاريخي
بين حكومة تتحدث عن “حصر السلاح”، وضغوط أمريكية وإسرائيلية تنتظر خطوات ملموسة، وحزب الله المتمسك بترسانته باعتبارها “جوهر وجوده”، يدخل لبنان مرحلة دقيقة عنوانها: هل يمكن للدولة أن تفرض سلطتها الكاملة، أم أن المعادلة الطائفية والسياسية ستجعل السلاح عصياً على النزع؟