في ظل تصاعد احتجاجات شبابية في المغرب للمطالبة بتحسين الخدمات العمومية، خصوصاً القطاع الصحي، ركّزت بعض وسائل الإعلام الفرنسية على الربط بين هذه الاحتجاجات واحتمال فقدان المغرب حق استضافة كأس إفريقيا للأمم 2025، في تغطية اتسمت بالتحيز والتجزيء.
حادثة أكادير والضغط على الحكومة
المظاهرات جاءت بعد حادثة مأساوية أودت بحياة ثماني نساء أثناء عمليات قيصرية في مستشفى بأكادير، ودعت حركة “GenZ 212” عبر منصات التواصل الاجتماعي إلى الاحتجاج على تدهور الخدمات الصحية. ومع ذلك، ربطت التقارير الفرنسية هذه الاحتجاجات بإنفاق الحكومة على مشاريع رياضية ضخمة، مثل إعادة تأهيل ستة ملاعب وبناء ملعب جديد في الدار البيضاء، ما أعطى المشهد بعداً رياضياً أكثر من كونه اجتماعياً وإنسانياً.
تصوير سلبي يثير القلق
صحيفة ouest-france، الأكثر انتشاراً في فرنسا، ذكرت أن الاتحاد الإفريقي لكرة القدم قد يلجأ إلى “الخطة ب” إذا بدا له أن المغرب غير قادر على الاستضافة. استخدام وسائل الإعلام الفرنسية لعبارات مثل “الوضع غير مستقر” تجاه المغرب، يعكس محاولة لتحويل قضية اجتماعية وطنية إلى تهديد رياضي، متجاهلة عمق المطالب المشروعة للشباب والمواطنين.
تضليل وتسييس الخبر
بعض التقارير الفرنسية نقلت دعم لاعبي المنتخب المغربي للمتظاهرين، مثل نايف أغرد وسفيان أمرابط وياسين بونو، بالإضافة إلى إعلان جمعيات مشجعي المنتخب عن مقاطعة مباريات، لكن التغطية استُخدمت لتضخيم أزمة غير موجودة في الواقع، ما يطرح تساؤلات حول نوايا هذه الوسائل وتأثيرها المحتمل على سمعة المملكة.
المغرب بين المطالب الاجتماعية والرياضة
القضية تبرز صراعاً حقيقياً بين المطالب الاجتماعية المشروعة والحاجة إلى حماية صورة المغرب على الساحة الرياضية والدولية، بينما بعض وسائل الإعلام الخارجية تحاول تحويل الصوت المدني إلى أداة سياسية، متجاوزة الحقيقة الإنسانية للمشهد.