في أمسية كروية لا تُنسى بمدينة رانكاغوا الشيلية، كتب المنتخب المغربي لأقل من 20 سنة فصلاً جديدًا من فصول المجد الكروي، بعد أن أطاح بنظيره الأمريكي بنتيجة 3 – 1، مساء الأحد، في ربع نهائي كأس العالم للشباب (الشيلي 2025).
أداء بطولي، وحماس لا يلين، جعل من “أشبال الأطلس” عنوانًا جديدًا للثقة المغربية في الميادين العالمية.
انطلاقة مغربية بثقة… والزهواني يفتتح الطريق نحو المجد
منذ الدقائق الأولى، بدا واضحًا أن المغاربة لم يسافروا إلى الشيلي للسياحة الكروية، بل لصناعة إنجاز.
وفي الدقيقة 31، جاء الرد المغربي الجميل: هجمة منظمة قادها سعد الحداد من الجهة اليسرى، تبعها تمرير ذكي من عثمان معما لتصل الكرة إلى فؤاد الزهواني الذي أودعها الشباك الأمريكية بدقة، معلنًا التقدم المغربي الأول.
هدف أشعل الحماس في نفوس اللاعبين والجمهور على حد سواء، وأعاد للأذهان لمسات جيل 2005 الذي صنع الحلم ذاته قبل عقدين.
الرد الأمريكي… ثم العودة القوية من أبناء وهبي
وقبل نهاية الشوط الأول بقليل، أعلن الحكم البيروفي أورتيغا كيفين عن ضربة جزاء للمنتخب الأمريكي، نفذها كول كامبل بنجاح ليُعيد المباراة إلى نقطة الصفر.
لكن الشوط الثاني حمل في طياته مغربيةً خالصة.
ففي الدقيقة 66، ومن رمية تماس بسيطة نفذها الزهواني، حاول المدافع الأمريكي جوشوا واندير إبعاد الكرة، غير أنها غدرت حارسه وسكنت الشباك مانحةً التقدم مجددًا للمغرب.
اللمسة الأخيرة… ياسين جسيم يُهدي التأهل بأناقة
حين ظن الجميع أن المباراة تتجه نحو النهاية المتوترة، ظهر البديل إلياس بومسعودي في الدقيقة 87 بتمريرة ساحرة نحو ياسين جسيم، الذي تلاعب بالدفاع الأمريكي وأرسل كرة لا تُصدّ ولا تُردّ، حاسمة الفوز والتأهل إلى نصف النهائي بثلاثية مغربية تحمل توقيع العزيمة والمهارة.
تكتيك وقيادة… محمد وهبي يعيد الهيبة للكرة المغربية الشابة
بهذا الفوز، يواصل الإطار الوطني محمد وهبي قيادة الجيل الجديد نحو المجد، مكرسًا فلسفة تعتمد على الصلابة الدفاعية، الانضباط التكتيكي، والفعالية الهجومية.
اللجنة التقنية التابعة للفيفا اختارت عثمان معما رجل المباراة، في اعتراف مستحق بدوره المحوري في صناعة الانتصار.
الموعد المقبل… نصف نهائي بطعم الحلم
بهذا التأهل التاريخي، يعيد المنتخب المغربي إحياء ذكرى “جيل 2005”، ويؤكد أن مدرسة كرة القدم المغربية قادرة على المنافسة في أعلى المستويات.
“أشبال الأطلس” سيواجهون في نصف النهائي الفائز من مباراة فرنسا والنرويج، في اختبار جديد لإرادة لا تعرف المستحيل.
من رانكاغوا إلى قلوب المغاربة: حكاية جيل لا يخاف البحر البعيد
من شوارع الدار البيضاء إلى ملاعب الشيلي، يثبت شباب المغرب أن الحلم ممكن متى اجتمع الانتماء والإصرار.
إنها ليست مجرد مباراة، بل رسالة جيلٍ يؤمن أن قميص الوطن لا يُلبس إلا بشغفٍ ومسؤولية.