إعداد : ياسين فنان
في أمسية دافئة من أمسيات الدار البيضاء، وتحديدًا مساء السبت 11 أكتوبر 2025، اجتمع الفنانون والمبدعون وعشاق التراث في مركب محمد الخامس، للاحتفاء برجلٍ كرّس حياته لخدمة الذاكرة الموسيقية المغربية — الموثق الفني توفيق عمي.
الفعالية، التي نظمتها جمعية شيوخ الفن الشعبي بشراكة مع قناة الفن الراقي، تحولت إلى لوحة فنية نابضة بالحب والوفاء للأغنية الشعبية وأهلها.
تكريم يستحضر مسيرة من الإبداع والتوثيق
حظي توفيق عمي بتكريم يليق بمكانته كأحد أبرز من ساهموا في تأريخ الأغنية الشعبية المغربية، عبر أرشفة المسارات الفنية وتوثيق الأسماء التي صنعت هوية هذا الفن على مدى عقود.
فبفضل جهوده، لم تُدفن أصوات الماضي في الصمت، بل وجدت طريقها إلى ذاكرة الجيل الجديد، شاهدة على غنى الموسيقى الشعبية المغربية وعمقها الإنساني.
كلمة من القلب… ورسالة للأجيال
في لحظة مؤثرة، اعتلى توفيق عمي المسرح ليتحدث بصوت يغلب عليه التأثر، موجهًا شكره العميق لكل من وقف إلى جانبه في رحلته الطويلة مع الفن.
قال بابتسامة خجولة: “هذا التكريم ليس لي وحدي، بل لكل من غنى، رقص، أو كتب كلمة صادقة في خدمة الأغنية الشعبية.”
كلماته لامست القلوب، وذكّرت الجميع بأن التوثيق، في جوهره، فعل حبّ وذاكرة.
الموسيقى… لغة الاحتفاء
اختُتم الحفل بعروض موسيقية راقية أعادت للحضور ذكريات الأغنية الشعبية في أبهى حلتها، مزجت بين الإيقاعات التراثية واللمسات العصرية، فكانت بحق احتفالية تجمع بين الوفاء والإبداع.
ليلة الدار البيضاء هذه لم تكن مجرد تكريم، بل كانت وعدًا جديدًا بالحفاظ على نبض التراث المغربي، تمامًا كما فعل الموثق توفيق عمي طوال مسيرته.