مع بداية خريف 2025، لا تزال الأمطار غائبة عن معظم مناطق المغرب، بعد صيف حار وطويل شهد موجات حر غير مسبوقة أثرت على الفرشة المائية والقطاع الفلاحي.
الأسئلة تتعالى: لماذا تتأخر الأمطار؟ وهل التغير المناخي وحده السبب؟ أم أن هناك عوامل جوية أخرى تلعب دورًا حاسمًا؟
المرتفع الأصوري: الدرع الذي يمنع المطر من الوصول
المرتفع الأصوري هو نظام ضغط جوي مرتفع يتمركز شمال المحيط الأطلسي قرب جزر الأزور، ويعمل كحارس للطقس في المغرب.
عندما يتمدد هذا المرتفع نحو غرب البحر المتوسط، يمنع المنخفضات الأطلسية من عبور البلاد، متجهة إلى البرتغال أو إسبانيا، ما يفسر غياب التساقطات رغم اقتراب اضطرابات جوية من حدود المغرب.
التغير المناخي يزيد حدة الجفاف
يُجمع الخبراء على أن الاحتباس الحراري يفاقم انحباس الأمطار في شمال إفريقيا.
المغرب يُعد من أكثر الدول عرضة لتأثيرات ارتفاع الحرارة، حيث يؤدي ارتفاع درجات الحرارة بوتيرة أسرع من المعدل العالمي إلى تبخر المياه وتقلص الموارد المائية، ما يجعل من كل موجة جفاف حدثًا مؤثرًا على حياة المواطنين والزراعة.
هل هناك بصيص أمل في الأسابيع المقبلة؟
تشير توقعات مراكز الأرصاد الأوروبية إلى احتمال انحسار تأثير المرتفع الأصوري تدريجيًا أواخر أكتوبر، ما قد يسمح بمرور اضطرابات أطلسية تجلب الأمطار إلى شمال ووسط المملكة.
مع ذلك، يحذر الخبراء: الجفاف لم يعد حدثًا استثنائيًا بل نمطًا جديدًا، يحتاج المغرب للتكيف معه عبر سياسات مائية فعّالة.
الخلاصة: إدارة ذكية للمياه لمواجهة المستقبل
انحباس المطر ليس مجرد حدث عابر، بل نتيجة تداخل عوامل مناخية محلية وعالمية.
الحل يكمن في رؤية مائية طويلة الأمد تشمل:
- تسريع مشاريع تحلية مياه البحر.
- بناء المزيد من السدود لتخزين المياه.
- اعتماد خطط استباقية لمواجهة السنوات الجافة المتكررة.
في ظل هذه التحديات، يبقى السؤال: هل ستنجح المغرب في تحويل التهديد المناخي إلى فرصة لإعادة هيكلة قطاع المياه وضمان الأمن المائي للأجيال القادمة؟