في تحول فني يعكس نضج التجربة وتراكم السنوات، خاضت الممثلة المغربية أسماء الخمليشي أولى مغامراتها الإنتاجية عبر فيلمها الجديد “مصير امرأة”، لتكرّس حضورها كصوت سينمائي يسعى إلى رسم ملامح عميقة للمرأة المغربية.
تقول الخمليشي في حديثها لجريدة مدار21:
“من الطبيعي أن ينتقل الممثل بعد مسار طويل نحو الإخراج أو الإنتاج، وأنا اخترت الإنتاج لأروي القصص التي تشبهني”.
دراما إنسانية بعيدة عن الكوميديا
رغم أن الكوميديا ما تزال الأكثر رواجًا في شباك التذاكر المغربي، اختارت الخمليشي أن تبدأ مشوارها الإنتاجي بفيلم درامي اجتماعي، معتبرة أن الرهان على العمق الإنساني أصعب من السخرية السهلة.
“أردت عملًا يحمل رسائل ويعبّر عن مبادئي، لا مجرد فيلم يثير الضحك”، تقول الممثلة التي رافقت السينما المغربية لأكثر من عقدين.
المرأة في قلب الحكاية
من خلال “مصير امرأة”، تسعى الخمليشي إلى إعادة طرح قضايا النساء على الشاشة، ليس من موقع التنظير، بل من زاوية التجربة والمعايشة.
“الفيلم قريب من وجداني، ومن القصص التي سمعتها من أمي وجدتي، لذلك أشعر أن لي الحق في الحديث عن المرأة المغربية وتحدياتها”، تضيف الممثلة.
ويتناول العمل معاناة النساء مع الرجل المتسلط والشخصية النرجسية، والعلاقات الأسرية المعقدة بين الأخوات، ومسؤوليات المرأة في محيط لا يرحم ضعفها.
شخصية معقدة.. وصمت يصرخ
في الفيلم، تقدم الخمليشي دورًا مركبًا يتطلب أداءً داخليًا يعبّر عن الألم دون كلام، معتبرة ذلك تحديًا حقيقيًا في مسيرتها:
“الشخصية تتحدث بصمتها، بالألم الذي لا يُقال. وهذا ما جذبني إليها”.
“مصير امرأة”.. صراع بين الحقيقة والوهم
يحكي الفيلم قصة شقيقتين تختلفان في الطباع والمصير، تجمعهما مواجهة رجل غامض يغير مجرى حياتهما.
ومع تصاعد الأكاذيب، ينقلب الحب إلى خيانة، وتتحول القصة إلى لعبة خطيرة تتقاطع فيها الحقيقة بالوهم، والمشاعر بالغدر.
رسالة الخمليشي: الفن مرآة الواقع
من خلال هذا العمل، تؤكد الخمليشي أن السينما ليست ترفًا، بل أداة للتعبير عن واقع اجتماعي تعيشه آلاف النساء في المدن الكبرى، وأن الجمال الحقيقي يكمن في الصدق الإنساني على الشاشة.















