في مشهد يؤكد ريادتها الإقليمية، واصلت مجموعة «اتصالات المغرب» نموها بثبات خلال الأشهر التسعة الأولى من سنة 2025، متجاوزة حاجز 81 مليون زبون، بزيادة بلغت 1,8 في المائة مقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.
نمو خارجي يقوده توسع الفروع الإفريقية
الزيادة الملحوظة في عدد الزبناء تعود أساسًا إلى الأداء القوي لفروع المجموعة عبر إفريقيا، حيث ارتفعت الحظيرة الإجمالية بنسبة 3,3 في المائة.
وفي المغرب، بلغ عدد مشتركي الهاتف المحمول أزيد من 19,5 مليون زبون، فيما تجاوزت خطوط الهاتف الثابت 1,6 مليون.
أما على المستوى الدولي، فواصلت «اتصالات المغرب» بسط حضورها في القارة، إذ بلغ عدد مشتركي الهاتف المحمول أكثر من 58 مليونًا موزعين على عشر دول إفريقية، تتقدمها كوت ديفوار وبوركينا فاسو ومالي وتشاد.
نتائج مالية مستقرة رغم ضغوط السوق
النتيجة الصافية الموطدة للمجموعة تجاوزت 5,52 مليار درهم، متضمنةً التعويضات المتحصّل عليها في إطار اتفاقيات حلّ نزاعات خدمات التجزئة.
أما النتيجة الصافية المعدلة، فبلغت 4,43 مليار درهم، مسجلة انخفاضًا طفيفًا بنسبة 0,6 في المائة على أساس سنوي، في وقت حافظ فيه الأداء العام على استقراره رغم التقلبات الاقتصادية والإدارية.
قوة التشغيل رغم التحديات
بلغ الناتج التشغيلي قبل الإهلاك والاستهلاك (EBITDA) نحو 13,7 مليار درهم، بتراجع طفيف نسبته 2,2 في المائة.
غير أن هذا الانخفاض في المغرب تم تعويضه جزئيًا بنمو قوي في فروع المجموعة ضمن شبكة «موف أفريقيا»، مما حافظ على هامش تشغيل مرتفع بلغ 50,2 في المائة، وهو من بين الأعلى في السوق الإفريقية.
استثمارات استراتيجية نحو الجيل الخامس
وفي سياق التحول الرقمي المتسارع، رفعت المجموعة من وتيرة استثماراتها بنسبة 23,1 في المائة لتصل إلى 23 في المائة من إجمالي الإيرادات، تماشيًا مع أهداف نشر شبكات الجيل الخامس (5G) في عدد من الأسواق الحيوية.
هذا التوجه يؤكد رهان المجموعة على المستقبل الرقمي، وتحولها من مجرد فاعل اتصالاتي إلى مؤسسة تقنية شاملة تُعيد رسم ملامح الاتصال في القارة.
تدفقات مالية قوية ودين تحت السيطرة
رغم ارتفاع حجم التدفقات النقدية الصافية المعدلة إلى 6,55 مليار درهم (بانخفاض 14,6%)، فإن المجموعة واصلت الحفاظ على توازن مالي مريح، مع دين صافي قدره 17,98 مليار درهم، أي ما يعادل 0,9 مرة فقط من الناتج التشغيلي، وهو مؤشر على إدارة مالية متينة.
اتصالات المغرب اليوم ليست مجرد مشغل وطني، بل علامة قارية ترسخ حضورها في قلب التحول الرقمي الإفريقي، وتثبت أن النمو المستدام لا يتحقق بالأرقام فقط، بل برؤية تستثمر في التكنولوجيا، وفي الإنسان، وفي المستقبل.















