الرباط – خيّم الحزن، اليوم الخميس، على الساحة الفنية المغربية بعد رحيل الممثل الكبير محمد الرزين عن عمر ناهز 79 سنة، تاركًا وراءه إرثًا فنّيًا يختصر عقودًا من الإبداع والعطاء والوفاء للمسرح والسينما المغربية.
فنان شكل ذاكرة جيل
لم يكن محمد الرزين مجرد ممثلٍ يؤدي الأدوار، بل كان ذاكرة حيّة للفن المغربي منذ بواكيره الأولى. فقد تميّز بأسلوبه الطبيعي وقدرته على التقمص العميق للشخصيات، سواء في الأدوار البسيطة التي حملت نكهة الناس، أو في الأدوار المركبة التي عرّت تعقيدات الإنسان والمجتمع.
من خشبة المسرح إلى عدسة السينما
انطلق الرزين من الخشبة، حيث انخرط مبكرًا في فرق مسرحية رائدة مثل “القناع الصغير” و**“المسرح الوطني محمد الخامس”**، قبل أن يفتح له السينما المغربية الناشئة أبوابها من خلال مشاركته سنة 1978 في فيلم “القنفودي” للمخرج نبيل لحلو، ثم في رائعة أحمد البوعناني “السراب” (1979)، ليؤرخ بذلك لمرحلة مفصلية من تاريخ الفن السابع بالمغرب.
وجه مغربي في عيون العالم
لم تتوقف مسيرة الراحل عند الحدود الوطنية؛ فقد شارك في نحو عشرين عملًا أجنبيًا صُورت بالمغرب، من بينها الفيلم الفرنسي “ألف ليلة وليلة” للمخرج فيليب دوبروكا، وسلسلة “الإنجيل” التي قدّمت صورته كوجه مغربي أصيل قادر على تجسيد عمق الشخصية الإنسانية أينما كانت.
وداعًا لصوت الدفء والأصالة
برحيل محمد الرزين، يفقد المغرب أحد أعمدة التمثيل الكلاسيكي الذي جمع بين الحضور القوي والتواضع الإنساني النادر. رحل الرجل، لكن صوته سيظل يتردد في ذاكرة المشاهدين الذين أحبوه كما أحب هو المسرح والحياة.















