أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في بيان مشترك أن “القتال يجب أن يتوقف فوراً” ويجب إطلاق سراح جميع الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى “حماس”.
تصاعد الضغط الدولي اليوم الإثنين لوقف إطلاق النار في غزة إذ أصدرت بريطانيا وفرنسا وألمانيا مناشدة مشتركة لوضع حد للقتال بين إسرائيل و”حماس” من دون “أي تأخير إضافي”.
جاءت الدعوة بعد يوم على حض “حماس” التي أشعل هجومها في السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على إسرائيل الحرب، الوسطاء على تطبيق خطة عرضها الرئيس الأميركي جو بايدن بدلاً من إجراء مزيد من المفاوضات.
وقالت إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن اليوم الاثنين إنها تتوقع أن تمضي محادثات السلام في غزة قدما مثلما هو مخطط لها، مضيفة أنها تعتقد أن اتفاق وقف إطلاق النار لا يزال ممكنا.
وقال نائب المتحدث باسم وزارة الخارجية فيدانت باتيل في مؤتمر صحفي إن الوزارة تتوقع تماما أن تمضي المحادثات قدما وإنها تواصل العمل مع الأطراف المعنية، مضيفا أن الاتفاق لا يزال ممكنا.
وأكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون والمستشار الألماني أولاف شولتز ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر في بيان مشترك أن “القتال يجب أن يتوقف فوراً ويجب إطلاق سراح جميع الرهائن الذين لا يزالون محتجزين لدى (حماس)”.
وتابعوا، “يحتاج سكان غزة إلى إيصال وتوزيع عاجل وغير مقيد للمساعدات، لا يمكن أن يكون هناك أي تأخير إضافي”.
دعا الوسطاء الدوليون إسرائيل و”حماس” إلى استئناف المفاوضات الرامية للتوصل إلى هدنة منتظرة واتفاق للإفراج عن الرهائن، بعدما أثارت حرب غزة واغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة “حماس” إسماعيل هنية والقائد العسكري في “حزب الله” اللبناني فؤاد شكر مخاوف من اتساع رقعة الحرب.
وقبلت إسرائيل دعوة الولايات المتحدة وقطر ومصر للمشاركة في جولة مفاوضات مقررة الخميس المقبل.
أما “حماس” فطالبت أمس الأحد، بتطبيق خطة الهدنة التي عرضها بايدن في الـ31 من مايو (أيار) الماضي وأيدها مجلس الأمن الدولي لاحقاً.
وجاء في بيان “حماس” أن “الحركة تطالب الوسطاء بتقديم خطة لتنفيذ ما قاموا بعرضه على الحركة ووافقت عليه في الثاني من يوليو (تموز) الماضي، استناداً لرؤية بايدن وقرار مجلس الأمن، وإلزام الاحتلال بذلك، بدلاً من الذهاب إلى مزيد من جولات المفاوضات أو مقترحات جديدة”.
ولدى كشفه عن الخطة، وصفها بايدن بأنها خريطة طريق من ثلاث مراحل “باتجاه وقف دائم لإطلاق النار وإطلاق سراح جميع الرهائن”، واصفاً المقترح بأنه إسرائيلي، وفشلت جهود الوساطة مذاك في التوصل إلى اتفاق.
وعينت “حماس” الثلاثاء الماضي قائدها في غزة يحيى السنوار رئيساً لمكتبها السياسي خلفاً لإسماعيل هنية الذي كان يتفاوض على الهدنة وقتل في طهران في الـ31 من يوليو الماضي في هجوم اتهمت إسرائيل بتنفيذه علماً أن الدولة العبرية لم تعلن مسؤوليتها عنه.
وأدى قتل هنية الذي جاء بعد ساعات فقط من اغتيال إسرائيل فؤاد شكر في ضربة على ضاحية بيروت الجنوبية إلى تكثيف النشاط الدبلوماسي دولياً لتجنب اتساع رقعة الحرب في الشرق الأوسط.
وتكثف الضغط من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار بعدما أفاد عناصر من الدفاع المدني في القطاع بأن ضربة جوية إسرائيلية على مدرسة تؤوي نازحين فلسطينيين أول من أمس السبت أودت بـ93 شخصاً.
وأفاد مسؤولون في غزة اليوم بأنهم تعرفوا على جثث 75 فلسطينياً قتلوا في الضربة.
من جانبه، أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم أن 31 مقاتلاً فلسطينياً لقوا حتفهم في القصف على مدرسة التابعين في وسط مدينة غزة.
وأفاد الجيش في بيان مشترك مع أجهزة الأمن الإسرائيلية بأنه تأكد من “هويات 31 شخصاً من (حماس) و(الجهاد)” قتلوا في الضربة، وقدم لائحة بأسماء وصور المقاتلين.
وتعذر على “وكالة الصحافة الفرنسية” التحقق من الحصيلة بصورة مستقلة، علماً أنها ستكون في حال تأكيدها من بين الضربات الأكثر دموية خلال الحرب المتواصلة منذ 10 أشهر.
وفي بيانها أمس حرصت “حماس” على التوضيح أن موقفها حيال استئناف المفاوضات هو نتيجة ارتكاب إسرائيل “مجزرة بحق النازحين في مدرسة التابعين” ومن “منطلق الحرص والمسؤولية تجاه شعبنا ومصالحه”.
واندلعت الحرب في غزة في السابع من أكتوبر 2023 إثر شن “حماس” هجوماً غير مسبوق داخل إسرائيل أسفر عن مقتل 1198 شخصاً، معظمهم مدنيون، بحسب حصيلة تستند إلى أرقام رسمية إسرائيلية.
واحتجز المهاجمون 251 رهينة، لا يزال 111 منهم في غزة، وتوفي 39 منهم، بحسب الجيش الإسرائيلي.
وبلغت حصيلة الضحايا في القطاع منذ بدء الحرب 39897 قتيلاً، وفق وزارة الصحة التابعة لـ”حماس”، وتشمل الحصيلة 107 أشخاص قتلوا في الساعات الـ48 الأخيرة، وفق بيانات الوزارة.
وكان بايدن أوضح أن المرحلة الأولى من خريطة الطريق المقترحة تشمل “وقفاً كاملاً لإطلاق النار” مدته ستة أسابيع مع انسحاب القوات الإسرائيلية من “كل المناطق المأهولة في غزة” والإفراج عن بعض الرهائن مقابل سجناء فلسطينيين معتقلين لدى إسرائيل.
وتنص المرحلة الثانية على إطلاق سراح باقي الرهائن الذين لا يزالون على قيد الحياة بينما يتفاوض الطرفان على “وقف دائم للأعمال عدائية” لتلي ذلك “خطة كبيرة لإعادة إعمار غزة” وإعادة رفات الرهائن الذين لقوا حتفهم.
تعهدت إيران و”حماس” و”حزب الله” وحلفاؤهم في المنطقة الرد على إسرائيل بعد مقتل هنية وشكر.
وأفاد “البنتاغون” أمس بأن وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن أمر حاملة الطائرات “يو أس أس أبراهام لينكولن” بـ”تسريع وصولها” إلى الشرق الأوسط، كما أمر أوستن بإرسال غواصة الصواريخ الموجهة “يو أس أس جورجيا” إلى المنطقة.
وفي خان يونس المدينة الرئيسة في جنوب غزة التي تشهد قصفاً ومعارك منذ أشهر، أفاد مراسلو “الوكالة الفرنسية” أن مئات الفلسطينيين فروا من الأحياء الشمالية بعد صدور أوامر إخلاء إسرائيلية جديدة.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) بأن “أكثر من 75 ألف شخص نزحوا في جنوب غربي غزة خلال الأيام القليلة الماضية”، علماً أن القطاع يضم نحو 2.4 مليون نسمة.
وغادرت عائلات مع بعض مقتنياتها سريعاً حي الجلاء سيراً أو في شاحنات صغيرة محملة ملابس وأدوات للطبخ.