نمو اقتصادي واعد رغم التحديات
كشف تقرير حديث صادر عن المجلس الروسي للشؤون الدولية أن منطقة شمال إفريقيا تعد الأسرع نموًا في العالم العربي والقارة الإفريقية، حيث ارتفع الناتج المحلي الإجمالي لدول المنطقة بنسبة 4.2% في عام 2023، بقيادة المغرب ومصر.
ورغم التحديات التي تواجهها، مثل تغير المناخ وارتفاع التضخم وتراجع المحاصيل الزراعية، تظل المنطقة وجهة جذابة للاستثمار الأجنبي المباشر.
فرص استثمارية وتحديات اقتصادية
استعرض التقرير فرص التعاون بين روسيا ودول شمال إفريقيا، لافتًا إلى أن الجزائر، التي تعتمد على قطاع النفط والغاز بنسبة 35% من الناتج المحلي الإجمالي و95% من عائدات التصدير، تواجه تحديات اقتصادية نتيجة تقلب أسعار المواد الهيدروكربونية.
في المقابل، أشار التقرير إلى تطلع تونس لدعم مالي خارجي وسط أزمة اقتصادية خانقة، بينما تعاني ليبيا من تفشي الاقتصاد غير الرسمي نتيجة الانقسام السياسي والفساد.
المغرب: استقرار وجاذبية للاستثمارات
أشاد التقرير بوضعية المغرب المستقرة نسبيًا، حيث تمكن من جذب مليارات الدولارات من الاستثمارات الأجنبية، مع تركيز 25% منها في القطاع الصناعي و20% في العقارات. كما أشار إلى نجاح المغرب في الاستفادة من الهجرة الصناعية عبر جذب الشركات الأوروبية الباحثة عن موارد طاقة بأسعار منخفضة.
تحديات التنويع الاقتصادي
رغم مؤشرات النمو، تواجه دول شمال إفريقيا صعوبة في تنويع اقتصاداتها بعيدًا عن هيمنة الطاقة والزراعة.
كما يعاني الإنفاق على البحث العلمي من انخفاض ملحوظ، ما قد يحد من إمكانيات تطوير الشركات الناشئة والتقنيات المالية المبتكرة التي يمكن أن تسهم في تعزيز اقتصادات المنطقة.
التحولات في القطاع المالي
سلط التقرير الضوء على التحولات في القطاع المالي بالمنطقة، حيث غادرت العديد من البنوك الأوروبية الأسواق الإفريقية خلال العقود الماضية، ما أفسح المجال لتطور البنوك المحلية، خصوصًا في المغرب ومصر، لتوسيع نفوذها الإقليمي.
دور روسيا والتعاون المستقبلي
أكد التقرير أن روسيا تسعى لتعزيز حضورها في شمال إفريقيا من خلال دمج دول المنطقة في منظمة “بريكس”، مع التركيز على التعاون في قطاعات الصناعة والزراعة والطاقة والتكنولوجيا المالية.
كما أشار إلى أهمية دعم الابتكار المالي والرقمنة، بالإضافة إلى تمويل مشاريع التكيف مع تغير المناخ الذي يشكل تحديًا كبيرًا للمنطقة.
تمويل المناخ: خطوة نحو المستقبل
أبرز التقرير أهمية الاستثمار في مشاريع مكافحة تغير المناخ، خاصة بعد الأحداث الكارثية الأخيرة، مثل زلزال المغرب والفيضانات في ليبيا وحرائق الغابات في الجزائر.
وأكد أن هذا النوع من التمويل قد يصبح محورًا رئيسيًا في برامج الاستثمار المستقبلية.
شمال إفريقيا: منصة اقتصادية متكاملة
خلص التقرير إلى أن دول شمال إفريقيا، رغم التحديات، تقدم إمكانات هائلة لتعزيز الشراكات الاقتصادية والاستثمارية، سواء من خلال الابتكار الرقمي أو تعزيز التعاون مع القوى الكبرى مثل روسيا، لتصبح المنطقة نقطة انطلاق للتطور الاقتصادي في القارة الإفريقية.