في مشهد جديد من فصول الموت الصامت، أعلنت المنظمة الدولية للهجرة، اليوم الإثنين، عن مصرع 68 مهاجراً على الأقل إثر غرق قارب قبالة السواحل اليمنية، في واحدة من أكثر الكوارث دموية في المنطقة خلال الشهور الأخيرة.
157 راكباً على متن القارب.. و12 فقط نجوا من الجحيم
عبد الستار عيسويف، رئيس بعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، أكد لوكالة فرانس برس أن المركب كان يقل 157 شخصاً، ولم يُنقذ منهم سوى 12 ناجياً.
العشرات ما زالوا مفقودين، فيما تم انتشال 68 جثة حتى اللحظة.
الحصيلة التي بدأت بـ27 قتيلاً سرعان ما كشفت عن عمق المأساة، مع تقدم عمليات البحث وانتشال الجثث من مياه البحر.
الضحايا بلا أسماء.. فقط أحلامٌ مغدورة من القرن الإفريقي
لم تُعلن المنظمة بعد عن جنسيات الضحايا، لكن أغلب التقارير تشير إلى أنهم مهاجرون من دول القرن الإفريقي، كانوا في طريقهم لعبور البحر نحو اليمن، على أمل الوصول إلى دول الخليج.
رحلة محفوفة بالموت، يقودها اليأس وتُديرها شبكات تهريب لا تعرف للرحمة سبيلاً.
اليمن.. محطة عبور أم محطة موت؟
رغم الحرب التي تمزق اليمن منذ سنوات، لا تزال سواحله واحدة من أبرز طرق الهجرة غير النظامية، حيث يتقاطع المستضعفون مع الخطر، وتُباع أحلامهم على أرصفة الموانئ المهجورة.
المنطقة تشهد بشكل متكرر حوادث غرق مروعة، تعكس مأساة إنسانية يتجاهلها العالم.
دعوة للاستيقاظ: المهاجرون ليسوا أرقاماً
المنظمة الدولية للهجرة وجهت نداءً عاجلاً للمجتمع الدولي من أجل تعزيز حماية المهاجرين، والحد من الهجرة غير النظامية، وتفكيك شبكات التهريب التي تتاجر بالبشر كسلع لا قيمة لها.
صرخة في وجه الصمت
هذه ليست مجرد كارثة، إنها صرخة جماعية لـ68 روحاً غادرت العالم في صمت.
وراء كل رقم وجه، ووراء كل وجه قصة، ووراء كل قصة حلم لم يكتمل.